خطة أمنية رمضانية شاملة لعموم محافظات الجمهورية
الأسرة عادل بشر
الأسرة / عادل بشر –
يأتي رمضان حاملا معه الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار فيتسابق المسلمون للتقرب أكثر إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم وتطهير النفس مما علق بها من ذنوب وآثام الماضي .. وفي الجانب الآخر يجد قليلو الإيمان وضعفاء النفوس وأصحاب السوابق في شهر رمضان فرصة لارتكاب اكبر قدر من الجرائم وخصوصا جرائم السرقة حيث تؤكد الإحصائيات الأمنية زيادة معدل السرقة في رمضان أكثر من الأشهر الأخرى نتيجة لانشغال الناس بهذا الشهر الكريم بالعبادة وأيضا بالتجارة ..
خطة أمنية
وفي هذا الصدد وجهت قيادة وزارة الداخلية مطلع الأسبوع الماضي قوات الأمن الخاصة وشرطة الدوريات وأمن الطرق وشرطة السير بالإضافة إلى إدارات الأمن في المحافظات بوضع خطط أمنية خاصة بشهر رمضان المبارك تستوعب متغيرات وأنشطة المواطنين وكذا مواعيد الدوام الرسمي في مختلف القطاعات وخاصة الحكومية لتوفير المناخات الأمنية الملائمة للشهر الفضيل.
وأكدت وزارة الداخلية في توجيهها على ضرورة تضمين الخطط الرمضانية منع حمل الأسلحة النارية في العاصمة صنعاء وبقية عواصم المحافظات وتفعيل دور الأحزمة الأمنية في كل محافظة في جانب ضبط الأسلحة المخالفة والسيارات المشبوهة والمطلوبين أمنيا وكذا تشديد الحراسات والدوريات الأمنية في وقت الذروة وفي الأوقات الميتة من الساعات الأخيرة من الليالي الرمضانية .
وقت الإفطار وصلاة القيام
ووفقا للأجهزة الأمنية فان جرائم السرقة للمحال التجارية تزداد وقت الإفطار حيث تخلو الشوارع من الناس ويجد اللصوص فرصة لتنفيذ عملياتهم في سرقة المحلات التجارية وذلك بعد مراقبتها ومعرفة متى يغادر العاملون في المحل ومتى يعودون وحركة الحي الذي يقع فيه المتجر..أما المنازل والشقق السكنية فتكثر عملية سرقتها أوقات صلاة التراويح والقيام والفجر وخصوصا تلك التي يكون عدد سكانها قليلين أو عدم وجود أبناء مع صاحب المنزل..
سارقات محترفات
وتسليطا على هذا النوع من الجرائم نستعرض بعضا من السرقات التي حدثت خلال رمضان الماضي منها سرقة احد محلات بيع الذهب من قبل امرأتين أثناء أداء صلاة التراويح حيث اعتاد صاحب المحل أن يذهب إلى الصلاة في الجامع القريب من محله التجاري بينما يتولى العاملان الشابان استقبال الزبائن فترددت عليهما امرأتان أكثر من مرة وقمن ببيع بعض المجوهرات الصغيرة واستبدال أخرى وأيضا شراء بعض الخواتم والأسورة حتى كسبا ثقة الشابين وكونا معهما علاقة صداقة وليلة الحادثة اضطر أحدهم إلى ترك المحل لوقت قليل وذهب لشراء بعض الملابس لأسرته كون العيد كان قد اقترب فاستغلت المرأتان بقاء الشاب الآخر لوحده في المحل وطلبا منه أن يجلب لهن حزام ذهب وطقم مجوهرات وكعادته صدق كلامهن خصوصا وانه أصبح يثق بعض الشيء فيهن وبعد أن قام الشاب بوزن المجوهرات وتحديد أسعارها طلبت منه إحداهن وهي الصغرى السماح لها أن تأخذ المجوهرات لتعرضهن على حماتها التي زعمت أنها تنتظر فوق السيارة في الجهة الثانية من الشارع كون هذه الحماة هي من ستدفع قيمة المجوهرات لعروسة ابنها ..فسمح لها الشاب بأن تأخذ المجوهرات على أساس أن الفتاة الأخرى باقية عنده في المحل حتى تعود شقيقتها الصغرى ..
استمرت الفتاة الكبرى في إشغال الشاب بالحديث المعسول حتى لا يشعر بتأخر الفتاة التي أخذت المجوهرات دون أن يعلم أنها قد استقلت سيارة أجرة وفرت .. وبعد لحظات دخل إلى محل المجوهرات رجل وامرأتان وانشغل معهم الشاب الأمر الذي ترك الفرصة للفتاة بالهرب دون أن يشعر..وبتعميم أوصاف وأنواع المجوهرات المسروقة من قبل رجال الأمن تم القبض على الفتاتين بعد شهر رمضان ليكتشف رجال الأمن أنهن يعملن ضمن عصابة سرقة يشترك فيها رجال ونساء وسبق أن نفذوا عدة سرقات في محافظات مختلفة ..
لصوص آخر الليل
حادثة أخرى مشابهة أبطالها رجال ونساء شكلوا عصابة واحدة تخصصت في سرقة الخزائن الجديدة لكبار المحلات التجارية وقت صلاة الفجر واعترفوا أثناء التحقيق معهم بعد ضبطهم بتنفيذ العديد من عمليات السطو على محلات تجارية كبيرة وسرقة خزائنها في أمانة العاصمة ومحافظات أخرى منها صنعاء وذمار والحديدة وحجة وعدن وحضرموت.. حيث اعترف أفراد العصابة بسرقة 34 محلا تجاريا بأسلوب واحد في جميع السرقات التي نفذوها.
سرقة منازل
وفي هذا السياق يؤكد رجل الأمن عبدالجبار السراجي أن المحلات التجارية ليست هي وحدها المعرضة للسرقة في رمضان فهناك الكثير من الشقق السكنية تتم سرقتها وخصوصا في العشر الأواخر من الشهر الكريم..حيث تترك الكثير من الأسر منازلها وتذهب إلى المساجد لأداء صلاة القيام واغتنام الليالي الأخيرة من رمضان في العبادة فيما يغتنم اللصوص تلك الفرصة لسرقة الشقق السكنية ..
وبحسب السراجي فإن اللصوص ينفذون جرائمهم باحتراف ودقة عالية فقد يدخلون المنزل ويسرقونه والأطفال نائمون