كل عام وأنتم مسرجون!!
علي محمد الجمالي
علي محمد الجمالي –
لأول مرة اغرقنا قطاع الطرق وعديمي الضمير في الظلام في يوم ظل اليمنيون يعتبرونه هو المنقذ والمخلص لكل الأمراض والتفرقة إنه العيد الثالث والعشرين للثاني والعشرين من مايو ولم يكتف أولئك النفر ممن لم تصل يد العدالة إليهم حتى اللحظة بل كثفوا من صلفهم ويريدون أن يجعلوا من العيد الذهبي لثورة أكتوبر المجيدة ظلاما في ظلام هذا الظلام والقهر والمرض بدأت منغصاته تظهر منذ حوالي ربع قرن من الزمان وكل يوم يظهر لنا الأطفاء بشكل جديد وتستمر مسرحية الكهرباء حتى أن الناس اصبحوا لا يفكرون إلا في الكهرباء وظللنا على هذا المنوال نتجرع الظلام القهري المحرق للقلوب والجيوب وبدلا من أن تحل المشكلة الكهربائية وتتوسع محطات إنتاج الطاقة الكهربائية لتواكب عجلة التنمية في اليمن ظلت بلادنا تحصد الظلام والقهر والتعسف اليومي ولم تنفع معنا نظريات الكهرباء النووي ولا الهوائي ولا الشمسي بل إن كل وزير كهرباء يتم تعيينه ما عليه إلا أن يسرد المبررات والأعذار التي تبرر هذه الكارثة التي جعلت اليمن بلد الشموع والدموع والمنتجات الصينية ابتداء بالشموع النحيلة وأتاريك الغاز والبطاريات الذائبة والمولدات التي جعلت الصين تشكر اليمن على كنس ما فيها من أدوات كهربائية من الصنع الثالث نظرا لرداءة بعض الصناعات في ظل ضعف الرقابة التي هي سبب لإدخالها إلى بلادنا بل إن مسؤولينا التجار اصبحت لهم مصلحة كبيرة في إغرلاق البلاد في الظلام لكي يوردوا ويتاجروا ويربحوا من اتاريك الغاز والشموع النحيلة والمولدات التي تلوث البلاد والعباد وتقتل الأبرياء بغازاتها وعوادمها الملوثة والمميتة.
هذه قصية ما يقرب من ربع قرن اذهلنا العالم بها لأن رقعة الاطفاء تتوسع وتتوسع معها وسائل قطع الكهرباء بحيث انتقلت من غرفة التحكم الرئيسية التي تقطع الكهرباء بالمزاج إلى قطع الكهرباء عن طريق قطع أسلاكها وتفجير ابراجها إلى تعطل محطة الكثيب وتعطل الطاقة من عدن وغيرها إنه تطور في الجريمة وفي القهر وفي الظلم وفي قلة الحياء هذه سنفونية الكهرباء القاتلة التي عاشها جيلين من أولادنا فجعلتهم متعثرين في دراستهم ويشاركون آباءهم وأمهاتهم لعن الظلام والظلم والظالمين وحرق الأجهزة الكهربائية والالكترونية دون تعويض أو تأسف من أحد.
أما نحن في مدينة ذمار وأمثالنا كثير فبرنامج إطفائنا اليومي لا زال كما هو منذ بدايته لأن كل توسع في البنيان وربط في الكهرباء لا يرافقه توسع في عدد المحولات الكهربائية وقدرتها على التحمل فتقسمت حارتنا إلى اضعاف بعضها يضاء وبعضها ينتظر حتى يأتي دوره لأن المحول الكهربائي سينفجر لكثرة أحماله وكم من مرة انقطعت الكهرباء في حارتنا من يوم كامل عندما تزيد حمولته ويتوقف عن العمل فانفجرت قلوبنا ونحن غارقون في الظلام بانتظار تيار ضعيف يشهد على ضياع الموارد وعدم الاكتراث بمعاناة الناس وعندما شكيت قبل أيام لمدير عام كهرباء ذمار ما حل بنا وبحارتنا من بؤس الظلام فإذا به يفجر قنبلة في وجهي وهو أن محولا كهربائيا كان سيحل مشكلتنا قيل أنه لن يصرف لنا إلا من بني مطر وقبائل بني مطر رافضون تسليم هذا المحول الكهربائي الذي صرف لهم محولا بديلا بطاقة مضاعفة وأنه تابع ويطلب منا ومن كل قادر إلى التعاون والمتابعة للحصول على هذا المحول المستعمل لأن حل مشكلة حارتنا متعلقة به.
وكأن مسؤولي وزارة الكهرباء ومؤسساتها العامة يريدون من عقال وأبناء حارتنا الهجوم على بني مطر لأخذ محول كهرباء مستهلك الله يعلم كيف حالته وطاقته ويفجر حربا أشبه «بحرب البسوس» قد تستمر أربعين عاما لأن بني مطهر ستقف معها الحيمتين وقد تنقطع طريق صنعاء الحديدة بسبب هذا المحول التعيس ومحول حارتنا نموذج المحولات ومئات الحواري في الجمهورية اليمنية التي تعيش نفس المشكلة.
معالي الوزير إننا نناشدك التدخل وفض الاشتباك بين حارتنا وقبائلنا وبين قبائل بني مطهر والتكرم بالتوجيه بصرف محول كهربائي يكفي لحارتنا ولو باستقدامه من الصين الشعبية لأن أبناء حارتنا مسالمون يرفعون شعار سلمية سلمية ولأنهم باعوا ما يملكون من أسلحة واشتروا بها اتاريك غاز ومولدات صينية سريعة الانفجار ولكم أن تعرفوا يا معالي الوزير كم ان المسؤولين في وزارة الكهرباء ومؤسساتها العامة منصفون ويستطيعون إخراج أنفسهم من المسؤولية ويبرأون ذمتهم أمام الله وأمام الوزير وأمام التاريخ وأمثالهم في مؤسسات الدولة كثير وهذا سر تعثرنا عن من حولنا وإغراق مدننا وحوارينا في الظلام.. وكل عام وأنتم مسرجون.