لهجات المقرمي

عبدالرحمن بجاش


 - نعم صار الهدف من تدوين المفردات الخاصة من اللهجة أكثر وضوحا . وأخشى أن يأتي زمن لا يستطيع فيه الكثير من أبنائنا التمييز بين صوت (الهميمة) وصوت (مقيبل علي شيخ الطيور).
عبدالرحمن بجاش –

نعم صار الهدف من تدوين المفردات الخاصة من اللهجة أكثر وضوحا . وأخشى أن يأتي زمن لا يستطيع فيه الكثير من أبنائنا التمييز بين صوت (الهميمة) وصوت (مقيبل علي شيخ الطيور).
وأن لا تدرك دلالات تغريدة زائر نيسان اليبيب – الهدهد – مرددا: يب يب …..يب يب يب , ولا أن يحاكيه الناس , ويرددون معه : (( ابجش الجلعب)) , وهو ايذان بحلول الزائر الكريم : موسم تلم , أو تلام الذرة.
ربما يجول في الخاطرة سؤال أو تساؤل مبعثه الجدل الدائر حول اللهجات والفصحى والعلاقة بينهما سلبا أو إيجابا , وصلة ذلك بالموضوع الذي نحن بصدده, وهو المفردات الخاصة, وفي ذلك يمكن القول : إن العلاقة بين اللهجة المفردات الخاصة منها وبين الفصحى علاقة عضوية, علاقة بين التربة الطيبة وبين البذرة , التي ما تلبث إن تصير نبتة , فزرعة , فثمرة يانعة واللهجة نبع واصل من أصول الفصحى .
فمن تربة اللهجات اليمنية الطيبة جاءت الفصاحة . ومن لهجة المعافر, جاء (الأستاذ النعمان) في خطبه ونثره, ومن اللهجة الصنعانية, جلجلت خطب (محمد محمود الزبيري) واشعاره ومن اللهجة العدنية , أتى الشاعر الراوية أ. د (محمد عبده غانم), ومن لهجة تهامة , تألق الشاعر ( يوسف الشحاري) , ومن لهجة (إب), نبتت شاعرية أ.د عبد العزيز المقالح, ومن لهجة (بردون) (الحدا) (ذمار) بدأ الشاعر الكبير(عبد الله البردوني), ليصل إلى جائزتي مهرجاني (المربد) في بلاد الرافدين و(العويس) في الخليج . وتربعت درر قصائد (حسين ابوبكر المحضار) باللهجة الحضرمية في وجدان عرب الجزيرة وفي مقدمتهم أهل اليمن .
ماذا يمكن لي إن أقول إضافة إلى هذا الكلام الأجمل في مقدمة المقرمي عبدالله محمد حزام لكتابه الذي يفترض إن يقرأ لعمقه وأهميته والمعنون (ذاكرة المعارف) مفردات خاصة من اللهجات اليمنية لبلاد المعافر (الحجرية) من إصدارات السعيد.
الأستاذ المقرمي ليس خبيرا سياحيا من الدرجة الأولى فقط , بل هاهو يظهر خبير باللغة وأسرارها وأساليب الكتابة وأنهارها, صاحب اللغة الجميلة والأسلوب الأجمل والأعمق يكشف عن روح جميلة للرجل ولموضوع كتابه والذي بذل فيه جهدا كبيرا لابد أن يقابله اهتمام القارئ, وماذا يمكنني أن أقول أكثر منه.

قد يعجبك ايضا