وتعاظم الحقد الصهيوأمريكي

يكتبها اليوم / أحمد يحيى الديلمي

أحمد يحيى الديلمي

 

صدق الله العظيم القائل (لا يقاتلونكم إلا في قُرى محصّنة أو من وراء جُدر)، هذا الوصف الإلهي لليهود يتكرر في كل آن وفي كل لحظة، فاليهود طبيعتهم المتصلة بالحقد والكراهية لكل ما هو إنساني يظلون على نفس المنوال لأنهم اغترفوا الحقد وتشعب في نفوسهم منذ أن رضعوه من أمهاتهم، فتحوّل إلى سجيّة وطبائع متأصلة في النفوس، بالأمس جاءت الطائرات الصهيونية لتضرب منشآت مدنية بحتة، وتعمدت أن تكون الضربات في خزانات الوقود، لماذا؟! لكي تتعاظم البروبوجندا ويشعر العالم أنه دمر كل شيء، بينما الذي حدث فقط أن هذا الصهيوني الحقير حرم آلاف الناس مصدر الرزق ولقمة العيش، وكأن الهدف واضح وهو الإمعان في الحصار على الشعب اليمني إلى حد الاختناق وكأنه لا يكفي ما صنعه الأعداء العرب المتصهينون خلال العشر سنوات الماضية .

إن النتيجة لما حدث واضحة كلها تتصف بالتأثيرات البالغة في الجانب الإنساني، فكما حرم آلاف العمال من العمل وقضى على مصادر أرزاقهم، فلقد قطع الطريق أمام مئات المرضى الباحثين عن السفر للعلاج بإغلاق مطار صنعاء، وكلها أعمال تمثل جرائم حرب بكل المقاييس وليس لها أي تفسير آخر، وبذلك يتعمد ترجمة الصفة التي خلعها عليهم القرآن الكريم منذ ألف وأربعمائة سنة المتصلة بالذلة والمسكنة، والبحث عن مصادر الإثارة وإفزاع الناس، وهذا ما حدث بالضبط، فمن يزور محطة ذهبان يلاحظ أن الهدف كان فقط إيجاد جبال من الأدخنة لإفزاع الناس وإقناع الداخل الصهيوني بأن ما حدث كان انتقاماَ للصاروخ الميمون الذي هدد بإغلاق مطار بن غوريون في يافا المسماة «تل أبيب»، وهذا هو حال اليهود الصهاينة كما وصفهم القرآن الكريم في الآية السابقة وفي آيات أخرى، كما في قوله تعالى ( ضُربت عليهم الذلة والمسكنة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس )، فاليهود بكل ما هم عليه من حقد وكراهية وادعاء التميز بأنهم الجنس الآري المفضل على كل العباد، تظل الخسة هي صفتهم الحقيقية ويظل الغدر هو ديدنهم، كما فعلوا ويفعلون في غزة بأبناء شعبنا الفلسطيني البطل والمجاهد .

أما من يدّعون أنهم يمنيون فقد رأينا ذلك التونسي العظيم حينما قطع مقابلته وهو يتابع اللقاءات التي تجريها قناة الحدث الأكبر مع الصهاينة اليمنيين، لم يتحمل الكلام الذي صدر عنهم فقال بالحرف الواحد «لا أظن أن هؤلاء يمنيون، ولو كانوا ينتمون إلى هذا البلد العظيم لكان حالهم قد تغيّر ولأصبحوا مساندين لبطولة هذا الشعب وانتصاره لأبناء غزة المظلومين، أما أن يتندروا على ما يجري ويعتبروه مجرد فضول ومحاولة ظهور فهم بذلك إنما يهينون أنفسهم، ويتجردون من الانتماء لهذا الشعب العظيم» .

في هذا الصدد نجد أن ما صدر عن الرئيس الأمريكي ترامب وأيده الوزير العماني حول اتفاق يمني أمريكي، فإنه يصب في صالح هذا الشعب وقواته الباسلة، إذ يكفي أن أمريكا تعهدت بإدخال الغذاء والدواء لأبناء شعبنا الفلسطيني العظيم ورفع الحصار عنهم، وهذه أعظم غاية يتطلع إليها الشعب اليمني وكل مواطن عربي شريف بعيداً عن الأنذال والخونة وأصحاب الذمم المثقوبة الذين يتجشأون بالدولار المدنس، وكل همهم الحصول على ما يقتاتون به وإن كان مصدره حراماً، فما الذي كان ينشده اليمن والقيادة السياسية في صنعاء، غير إيقاف التوسع في غزة وفتح المجال أمام دخول الغذاء والدواء إلى أبناء غزة المحاصرين منذ ما يقرب من عامين، وإيقاف التوسع في حرب الإبادة الإجرامية، هذا هو مطلب أبناء اليمن الميامين ومطلب كل عربي ومسلم شريف .

إذاً مهما بلغت التضحيات فالنتيجة كانت عملية وواضحة وأعلنها الرئيس الأمريكي بنفسه، لم يركن إلى أحد من مسؤوليه لإعلانها لكنه بادر بذلك بنفسه، ليؤكد أن ما قامت به القوات المسلحة اليمنية كان عظيماً وغير مسبوق، فمن كان يمرّغ وجه أمريكا في وحل البحر الأحمر ويضرب مطارات فلسطين المحتلة قبل ذلك، كل هذا غير مسبوق في تاريخ هذا الكيان المؤقت وفي تاريخ أمريكا أيضاً، لذلك جاء رد الفعل بما شاهدناه وما سمعناه، لكنه سيكون مدخلاً لرد فعل أكبر، وإن شاء الله الزمن بيننا، والله من وراء القصد ..

 

قد يعجبك ايضا