ذرة إنسانية!

أحمد غراب

 - رسالة من مغترب يمني أبكتني وجعلتني أتذكر مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال لو أن دابة تعثرت على شاطئ الفرات لخشيت أن يسألني الله يوم القيامة لماذا لم تصلح ل
أحمد غراب –
رسالة من مغترب يمني أبكتني وجعلتني أتذكر مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال لو أن دابة تعثرت على شاطئ الفرات لخشيت أن يسألني الله يوم القيامة لماذا لم تصلح لها الطريق يا عمر¿! فلماذا لانجد مسؤولا واحدا في بلادنا يقول والله لومات مغترب يمني على الحدود لخشيت ان يسألني الله عنه فكيف بكم يا حكومة الوفاق وأنتم غافلون عن مليون مغترب يمني
أضع بين أياديكم رسالة ينفطر لها القلب وصلتني من احد المغتربين مع عشر صور التقطها من سيارته أثناء مروره في احدى الطرق الطويلة وهو يشاهد مئات المغتربين اليمنيين يقطعون الطريق على أقدامهم حفاة جوعى تحت أشعة الشمس المحرقة.
فيما يلي اليكم الرسالة كما وردت نصا من احد المغتربين:
“أكتب لك هذه الرسالة وأنا عيني تدمع لهول ما أرى وأنا في طريقي إلى جده من ابها ارى أفواجا من اليمنيين يقدرون بالمئات في الطريق يمشون على أقدامهم والحر يلفح وجوههم والشمس من فوقهم لا يستطيعون ركوب أي وسائل مواصلات لخوف الناس من قرارات الحكومة من توصيل المجهولين فهل عجزت حكومتنا عن توفير خروج أمن لهؤلاء فضلا عن تصحيح أوضاعهم……. ” .
إذا كان هؤلاء يريدون العودة إلى بلادهم فلماذا كل هذا العذاب¿
لماذا لايتم التنسيق بين الحكومتين اليمنية والسعودية لترحيلهم معززين مكرمين دون الحاجة Nلى قهر وعذاب وألم نفسي ومعنوي لايطال المغتربين فقط بل أهاليهم في اليمن ¿
أين ذهبت النخوة¿
وكيف تبخرت الشهامة العربية¿
وأين الأخلاق الدينية أين الإيثار أين الرحمة أين الانسانية أين أشقائنا من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار وأين حكومتنا من المسؤولية أوليس كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
هؤلاء المغتربون المشردون الذين يمشون تحت أشعة الشمس حتى تحترق أكبادهم مسافات طويلة خطوط طويلة وصحاري وجبال.
هؤلاء السفارة أخذوا منهم رسوم لكي يرحلوهم ولم يرحلوا.
هؤلاء غضت الحكومة طرفها عن موضوعهم نهائيا وكأنهم ليسوا يمنيين.
هؤلاء لم يعودوا يريدوا أن تتوسطوا لهم لكي يجلسوا يشقوا على عيالهم.
لم يعودوا يريدون سوى أن يعودوا إلى بلادهم دون قهر وذل وجوع وخوف سمعنا قبل أيام عن وفاة أحد المغتربين اليمنيين وهو يقطع المسافة الشاسعة في طريق العودة وشاهدنا صورة لجثته وسمعنا عن يمنيين فقدوا اثناء الطريق وسمعنا عن آخرين جرفهم السيل قبل فترة وماذا حصل¿
لكم آذان لكنكم لاتسمعون بها¿
حسبنا الله ونعم الوكيل
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا