هل نحن يمنيون ¿!

أحمد غراب

 - في كل الاعياد الناس ينفخون شموعا تعبيرا عن الفرحة.. في عيد الوحدة يطفون الكهرباء والذين يطفون الكهرباء لماذا لايعاقبهم القانون¿ لو ان قطع الكهرباء يتم في دولة
أحمد غراب –
في كل الاعياد الناس ينفخون شموعا تعبيرا عن الفرحة.. في عيد الوحدة يطفون الكهرباء والذين يطفون الكهرباء لماذا لايعاقبهم القانون¿ لو ان قطع الكهرباء يتم في دولة مثل جارتنا السعودية لاشك انها كانت ستطبق عليهم القانون وتطبيق الحدود وفرض هيبة القانون يمنع من تكرار أعمال التخريب والاعتداءات على الكهرباء أو النفط أو الغاز.
اليمن الآن على وشك استيراد الغاز المنزلي بسبب التقطعات على الغاز واليمن الآن تشتري الكهرباء بأضعاف الأثمان لكي تعوض خسائر ضرب الابراج وتوقف المحطة الغازية وتنفق على الانطفاءات الكهربائية ربع الميزانية واليمن الآن تعيش وضعا اقتصادي سيئا بسبب الهجمات على أنابيب النفط فأين القانون الذي يطبق على كل مخرب أيا كان ويمنع انتشار الفوضى والفلتان ويحفظ اليمن الوطن واليمن الانسان .
الحاصل انه بدلا من التداعي على تطبيق القانون وتنفيذه على القاصي والداني والصغير والكبير هو انتشار العادات السيئة فالمفهوم الذي يصل للناس وخصوصا القبائل ان الحكومة عاجزة عن المواجهة وعن إيقاف هذه المهزلة المستمرة منذ عامين.
الناس فقدوا القدرة على صناعة البهجة في الاعياد والمناسبات الوطنية شعرت بأسى داخل نفسي كيمني وأنا أقضي ساعات بانتظار الكهرباء وتساءلت عن مشاعر البقية فإذا بالزميل عقيل الحلالي يتصل بي ويقول لي انه يتذكر انه كان بعد التسعينيات مباشرة يطلع صنعاء مع والده فيجدها مزدانة بالأضواء كالمزهرية في احتفال عيد الوحدة في حين اليوم تبدو الفرحة باردة والسياسة عكرت الاجواء والصراعات والانقسامات تحيط اليمن من كل ناحية.
عيد الوحدة يأتي هذه المرة في وضع استثنائي للغاية في ظروف صعبة جدا تمر بها اليمن التي تبدو محاطة بأمواج متلاطمة من الفوضى الخلاقة والحلاقة معا لا اقول تحلق الشعر بل تحلق القيم والمبادئ الوطنية التي تكاد تضيع في زحمة وحمى التعصب القبلي أو الطائفي أو الحزبي هذا يقول يا ليبرالي وذاك يقول يا اخواني وذاك يقول يا مؤتمر وآخر يقول يا حوثي وهلم جرا من الاوصاف وتناسى الجميع انهم يعيشون في وطن واحد وتحت سقف واحد وأن آباءهم عاشوا معا وأن دماء نزفت من أجل ان يكون الجميع معا ويعيشوا جنبا الى جنب بأمن واستقرار بعيدا عن منطق التقاسم والتحاصص والتعصب الحزبي أو القبلي أو الطائفي .
لكي نكون متوحدين هناك سؤال واحد يجب أن نجيب عليه بعيدا عن أي منطق جزئي هل نحن يمنيون ¿!
إما أن نكون يمنيين أو لانكون بعيدا عن أي صفة حزبية أو مناطقية أو طائفية أو غيرها.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

قد يعجبك ايضا