اسـتـكـثرنـا عـلـى أنـفـسـنـا الـوحـدة ولـم نستوعب عظمة الإنـجـاز

حوارصادق هزبر


حوار/صادق هزبر –
الرموز النضالية الوطنية والرجال الصادقون مع أوطانهم كالمعادن الكريمة لا نصنعها بل ننقب عنها للاستفادة من نقاوة جوهرها وحين تجتمع صفات النضال الصحيح والوطنية الحقة والزهد في الحياة واستنارة الفكر بالكفاءة الإدارية والثبات على المواقف الصحيحة لتمتزج بتواضع جم وأخلاق رفيعة بعيدة عن الأنا والتصنع فإنك أمام هامة وطنية يخلدها التاريخ إنه الأستاذ الكبير يحيى حسين العرشي ذاكرة اليمن الوحدوية وحظينا بهذا اللقاء كي نبحث عن نذر يسير من هذه الموسوعة الوحدوية والنضالية فإلى ثنايا هذا الحوار :

• عاصرتم الترتيبات الأولى للوحدة اليمنية وحتى إعلان 22 مايو 1990م هل بالإمكان معرفة ما كان يدور في الكواليس¿
– في تصوري أن التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية اليوم من متغيرات لم تعد مهتمة بمتابعة ما كان يحدث ذلك أنها وجدت بعد 23 عاما من الوحدة يشكل جيلا في نشأته وأن الوحدة قائمة ولم تعش تلك الظروف المأساوية التشطيرية الماضية نشأت في أجواء وحدة الوطن وحتى استعادة ذكريات الماضي بالنسبة لنا ربما سيكون فيها شيء من الصعوبة لما تراكمت من تطورات في المجتمع اليمني والوطن عامة لكنني أقول باختصار : الوحدة اليمنية كان عليها أن تتم في الثلاثين من نوفمبر 1967م لحظة الاستقلال بحكم أن الهدف الأول للثورة اليمنية سبتمبر هو القضاء على الحكم الإمامي في الشمال والتحرر من الاستعمار في الجنوب وإذا كانت قد نجحت الثورة في 1962م في القضاء على الحكم الإمامي في صنعاء فكان عليها أن تستكمل ثورتها في الجنوب فقامت ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة في 1963م في الجنوب لتضطلع بالدور النضالي الهائل من أجل التحرر من الاستعمار وما حدث في صنعاء من ثورة وما حدث في ردفان وعدن من ثورة وفي كل محافظات اليمن هو كله من صنع كافة اليمنيين ولا يستطيع أي طرف أن يغض الطرف عما حدث حيث جاءت جحافل من عدن لنصرة الثورة السبتمبرية وكذلك كان هناك دعم لثورة 14 أكتوبر وتم دعم الثورة بكل ما للكلمة من معنى وكان علينا أن نتوقع أن عام 1967م سيتم فيه التوقيع على الوحدة اليمنية لكن شاءت الظروف أن يكون ذلك العام 1967م و1968م تحدث فيها تطورات قد تكون من نتاج عوامل خارجية وتطورات متعددة ولنا أن نستحضر أن صنعاء شهدت حركة 5 نوفمبر 1967م ثم تحقق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وشهد شهر يونيو من العام نفسه الانكسار في معركة الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي وهذه كان لها تأثير على اليمن إذا ما ذكرنا أن القوات المصرية كانت في اليمن يومها ثم انسحبت وحدثت في ما بعد هذه التطورات وكان لا بد أن تكون هناك أولويات واحتكام للعقل وأن نستحضر الحكمة اليمنية وتأتي هذه الحكمة بتلقائية في التصرفات وقد توصف بأنها تفريط مثلما حدث في 1967م في أن صنعاء رحبت بأن يكون هناك نظام جديد في عدن ولم تفتعل المواجهة التي من شأنها عدم قيام دولة الجنوب وذهب وفد من صنعاء وصاحب هذا حصار صنعاء حصار السبعين يوما الذي كان يستهدف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والقضاء على الثورة اليمنية وبعد جلاء الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن انتصر الدفاع عن الثورة السبتمبرية في صنعاء وبقي النظام في عدن ووجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام قضية الوحدة اليمنية وحدث ما حدث من مواجهات سلبية دامية في 1972 و1979 بين الشطرين.

خيار إنقاذ الأنظمة
ولكن في نهاية الأمر هي تطورات وأحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية لكن في مجملها كانت تصب في هدف واحد هو رغبة كاملة لدى الشعب اليمني في استعادة الوحدة اليمنية هذا هو مبتغانا كان هناك نظام في صنعاء ونظام في عدن يتعاملان تعاملا تكتيكيا تجاه الوحدة اليمنية إما خشية أن يفقد كل نظام وضعه وهذا بطبيعة الحال يحدث في كل البلدان بأن أي نظام لم يكن ما فيه من الملائكة يتعاملون مع هذه القضية بحرص على البقاء وهذا ما دفع للمواجهات دون تبرير وما دفع كذلك لأن يطول الحوار حول الوحدة اليمنية لكن خيار الحوار كان إرادة يمنية سليمة وما ساعد على تعزيز خيار الحوار هو الأحداث الدامية التي حدثت للأنظمة في الشطرين حدثت للأنظمة في صنعاء وسقطت رؤوس القيادات وحدثت للأنظمة في عدن وسقطت رؤوس القيادات بمعنى حتى الأنظمة وجدت نفسها مضطرة لأن تدخل في الحوار من أجل الوحدة اليمنية لأن في الوحدة اليمنية إنقاذا لها وحينما وجدت هذه الوضعية في الوحدة اليمنية وسيلة إنقاذ لها وصلت إلى مستوى أن الوحدة اليمنية هي المخرج لتأمين النظامين فتمت الوحدة اليمنية وهو إنجاز عظيم لم نستوعب بعد ما لهذا الإنجاز من عظمة واستكثرنا على أنفسنا أننا توحدنا والأصعب منه أيضا أخطاؤنا و سلبياتنا وفسادنا وتهميشنا لكل ما هو دستوري وقانوني ونظام ونقول بأن هذه هي الوحدة اليمنية وحملناها أخطاءنا وكان علينا أن نتجنب الأخطاء والسلب

قد يعجبك ايضا