ما يقيد إلا وحوش

احمد غراب


 - «الذي يجلس يقول لمرته عاد أتزوج عمره ما يتزوج».
لولا الأزمة الاقتصادية التي يعيشها اليمنيون لا اشك للحظة واحدة ان الجميع سيعتنقون مبدأ تعدد الزوجات لكن كما يقال " ما يقيد الا وحوش"
يقولون في الجزائر "الضرة مرة ولو كانت تمرة"
احمد غراب –

«الذي يجلس يقول لمرته عاد أتزوج عمره ما يتزوج».
لولا الأزمة الاقتصادية التي يعيشها اليمنيون لا اشك للحظة واحدة ان الجميع سيعتنقون مبدأ تعدد الزوجات لكن كما يقال ” ما يقيد الا وحوش”
يقولون في الجزائر “الضرة مرة ولو كانت تمرة” ويقولون في لبنان “زوجتان مشكلتان وثلاث مثل التجول بدون بنطلون” ويقولون في تركيا “امرأة واحدة ياللمجد وامرأتان يا للقلق” وفي انجولا “زوجة واحدة عين واحدة “.
في الكاميرون ” المرء لايستطيع تسلق نخلتين في آن واحد” وفي المثل الشعبي العبري:” لا يمكن حمل بطيختين تحت إبط واحد”.
وكل ما مضى كوم والمثل الشعبي القادم من “توجو” كوم آخر ” لقد غازلت الأرملة ولكن هل تعرف من قتل زوجها¿ ! “.
اما في اليمن فللضرة قصة أخرى فالزواج من ثانية بحسب الثقافة الشعبية للقبيلي اشبه ما يكون بالانتقال من مدرهة الى اخرى يقول المثل الشعبي ” من معلق الى معلق نفس” ولكن الفقر والحراف قد يجعل من الزواج بالثانية مصيدة خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة ” بشر زوج الثنتين بالهم وكثرة الدين” ويقال والله اعلم ان “بيت الزوجة عمران وبيت الزوجتين عدمان”.
ولعل الشيء الذي يحير الكثير من النساء في موضوع تعدد الزوجات هو انه نادرا ما يوجد سبب حقيقي يبرر للرجال بحثهم عن الزوجة الثانية ما يجعل المرأة تشعر بأن الفكرة من اساسها تمثل انتقاصا من حقها الشاب يتزوج ثانية لكي “يطري على قلبه” والشايب يتزوج لكي “يخوتم عمره” وهي اسباب عبثية بحسب رؤية المرأة ولذا تجد لسان حالها يقول دائما :” المرأة نفس المرأة ما الجديد الذي ستحصله من الزوجة الثانية ولم تحصله من الاولى”.
ورغم ان هناك من يعتقد ان “الضرة ما تحب ضرتها لو خرجت من صرتها ” الا عمك الحاج متولي اثبت بالدليل غير القاطع ان زوج الثنتين فأكثر عريس كل ليلة.
وللموضوع ابعاد اجتماعية اخرى منها مثلا ازدياد حالات الطلاق يساهم بدوره في ارتفاع حالات تعدد الزوجات فمعظم الذين يقبلون على الزواج بالمطلقات او الأرامل تجدهم غالبا من المتزوجين.
بالنسبة للنساء شيء طبيعي ان يعتبرن أن” الضرة ما تجيب لضرتها غير مضرتها” ولاشك ان أي واحدة منهن تفضل “عقربة في الغار ولا ضرة في الدار” و”نار الطبينة تحرق ولو كانت في المشرق” والعبارات السابقة تفسر بعض الاسباب التي دفعت إمرأة يمنية تدهف ضرتها من جبا البيت ثم تذهب لزيارتها في المستشفى او ربما تلك التي قامت بتسميم ضرتها بمبيد حشري يستخدم في زراعة الطماط وتلك التي فقأت عيني زوجها حينما فاجأها ودخل البيت وهو يمسك بعروسه.
وجهة نظر المرأة ملخصها :” ليش يتزوج عليا ¿! ايش ناقص عليه !! ايش الشيء الذي سيتوفر عند الثانية وهو غير موجود عندي يا ناكر المعروف ما اسرع نسيت صبري عليك ايام فقرك وطفرك صبرت على فقرك صبر الحجر في مدرب السيل واعظم واول ما ربك فتحها عليك بدل ما تعوضني عن ايام الصبر تجازيني وتروح تدي لي طبينة”.
دعونا ننتقل الى وجهة نظر الرجل الذي يبدو متسلحا دائما بعبارة :” هذا حقي مثنى وثلاث ورباع..” .
وبعيدا عن وجهتي النظر السابقتين يمكن القول ان الرؤية الآن قد تغيرت في ظل ارتفاع نسبة العنوسة وازدياد حالات الطلاق وتعثر العازبون عن الزواج بسبب غلاء المهور الامر الذي كان له اثر في ايجاد حالة تطبيع ربما ماتزال في بدايتها بين الفتاة وفكرة الزواج برجل متزوج خصوصا عندما يتوفر مبدأ القدرة لدى الرجل.
«اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي».

قد يعجبك ايضا