البلق كأساس افتراضي لاسم الملكة بلقيس

محمد صالح الحاضري


 - البلق والأبلق والبلقاء والبلقة مفردة لغوية يتضح انحدارها من اللغة السامية الأم لوجودها في اللغات السامية وبالذات اليمنية فهي من جنسين مذكر ومؤنث في انطباقه
محمد صالح الحاضري –

البلق والأبلق والبلقاء والبلقة مفردة لغوية يتضح انحدارها من اللغة السامية الأم لوجودها في اللغات السامية وبالذات اليمنية فهي من جنسين مذكر ومؤنث في انطباقها الوصفي على نحو قولنا أبيض وبيضاء فثمة علاقة بين بلق وأبيض وهذا يشير إلى قوة الأصل اللغوي السامي مقارنة بالفرع اللغوي العربي مثلا بالنظر إلى وظائف مفردة بلق المتعددة كشكل للثراء اللفظي الاختزالي للمعنى وكأن مفهوم تطور اللغة هو تفريغ حمولاتها اللفظية الاختزالية للمعنى في كميات لفظية كثيرة فتتطور اللغة بمفهوم تتوسع فتستقل معانيها بمفردة مستقلة لكل معنى من مثل مفردة أبيض في العربية المستقلة بمعنى البياض واللون الأبيض لا يتضمن مفهوما اختزاليا للمعنى بل مفهوم مباشر للبياض كوصف فنقول المرأة البيضاء والشعر الأبيض… إلخ.

وعندما نقول أبيض على أسود أو بياض تتخلله خطوط باللون الأسود أو سوداء نضطر للإشارة إلى ذلك في عدة مفردات بل عدة فقرات نظرا لتطور الاحتياطي اللغوي إلى عشرات آلاف المفردات اللغوية حتى أنه يقال بأن مشكلة اللغة العربية أنها لغة مترادفات وذلك يعني أن درجة توسعها تحولت إلى عيب فيها بعدما أصبح لكل مفردة عدة مفردات رديفة كما أن نفس المفردة يوجد مثلها في الاتجاه المعاكس لاتجاهها مثل أن وحدة اتحاد ووحده – أيضا – انعزال بمعنى وحدي وقصد اللغة العربية ليس التناقض المرهق لدارسي اللغة العربية وذلك رد على خبراء علم اللغة العالميين الذين يقولون إن اللغة العربية لغة مترادفات وإنما هي لغة واسعة يسيء فهمها منú لا يرى ضرورة في أن تكون وحدي هي جمع تفريق لوحدة بمعنى اتحاد فهو وحدة في إطار جمع آحاد تصبح وحدة وعند تفريقها تصبح واحدة قابلة للتصريف بمفهوم الانعزال في إطار مستقل عن إطار الاجتماع وهذا طبيعي فهل هذا هو مفهوم لتطور اللغة بمعنى توسعها الاحتياطي إلى عشرات آلاف الكلمات بما يتيح لها مطابقة المعاني بأشكال من الاختيارات اللفظية المتاحة فيها بما يوفر أعلى درجات الدقة التعبيرية للمعنى المقصود في اللفظ بالضبط بنسبة مائة في المائة¿ أم أن المفردة السامية الأصلية الاختزالية تتضمن مفهوما لتطور اللغة أكثر تركيزا إجماليا لعدة معان في لفظ واحد مثل مفردة بلق في ضوء تصريفاتها الوصفية الشيئية.
البلق
اللون الأبيض المائل إلى سودة أو حمرة أو يتشكل من البياض بنسبة رئيسية مع سواد أو احمرار في صوة خطوط طولية.
حجر البلق حجر مقاوم للأملاح يوضع في أساسات المباني ويستعمله اليمنيون على نطاق واسع في إطار ناتج المعرفة الاختبارية التاريخية له واسمه الشعبي هو نفس اسمه التاريخي حجر البلق وبالتأكيد فإنه لا يوجد شيء يولد اسمه معه وإنما تمت معرفة هويته الشيئية وتحديدها في إطار الاحتياجات الإنسانية الطبيعية ومن ثم اكتسبت اسمها من ناتجها داخل العلاقات التاريخية الموضوعية.
بلق سد مارب
يسمى الجبلان اللذان يتم فيما بين مسافتهما على اليمين واليسار حجز مياه سد مارب البلق الأيمن والبلق الأيسر ويقال جبل البلق وهذا يعطي للبلق مفهوما يتجاوز مفهوم أحجار سد مارب المبنية من حجر البلق إلا أن معاني البلق تطابق صيغ العبارات الآنفة بشكل عام وتذهب كلها بالبلق إلى معنى القوة بالدرجة الأولى وإلى طابع المعدن أو الحجر الكريم في خاصية البلق المقاومة للأملاح فتحصل على ميزة تشكيل أساس المباني والسدود فيمتلك الناس مشاعر احترام لهذا الحجر بشكل خاص كما أن هناك البلقة في صنعاء والأرجح أنها اسم بلق مؤنث لمكان طبيعي يختلف عن وصف الفرس البلقاء أو الحصان الأبلق أو المرأة البلقاء.
البلج/بلق في لغة العرب الأولين
يظهر لي من الاشتراك في معاني البياض والضوء والنور بين بلق وبلج أن الأول أقدم تاريخيا وتندرج في لغة العرب الأولين فنطقهم الجيم قاف وأن الجيم بنطقها العادي هو عند العرب المتأخرين فيكون بلج لغويا من نسل بلق أو أن تشابههما الحرفي هو من تشابه المعنى فيقال بلج بياض أو ضوء أو صباح مثل انبلاج الضوء ومن أوصاف الجمال يقال ابلج الوجه كناية عن نور الجمال على الوجه ويعود عدم الاشتقاق الأنثوي لبلج ببلجاء على نحو بلقاء إلى ميول الغزل القديم نحو عدم التأنيث المباشر للجمال لوجود حساسية اجتماعية اقتضت وصف المرأة الجميلة بهذه الطريقة.
بلقيس
نفهم من الطبيعة الاختزالية للمعاني في اللغة القديمة أن بلق واحد من الأسماء العديدة المعاني التشيئية من الظواهر الطبيعية الحيوانية والجغرافية والسكانية من واقع تشكيل جدل الذات «الإنسان» والموضوع «ا

قد يعجبك ايضا