نخاصم ونعادي لنعيش!!

جميل مفرح


 - لتكون إنسان ناجحا يجب أن يكون لك أعداء أو خصوم ترى ما الفرق بين هذه المقولة أو الفكرة ومقولة أو فكرة المنافسة تخلق الإبداع والنجاح¿!
أعتقد أن
جميل مفرح –

لتكون إنسان ناجحا يجب أن يكون لك أعداء أو خصوم ترى ما الفرق بين هذه المقولة أو الفكرة ومقولة أو فكرة المنافسة تخلق الإبداع والنجاح¿!
أعتقد أن لا فرق جوهري بين الفكرتين على الإطلاق وأعتقد أننا لو وفقنا في ما نؤمن به من مقولات نتيجة ربما للتعود أو التوارث فإننا سنجد أنفسنا متقاطعين متناقضين في معظم أفكارنا ومعتقداتنا الحياتية نتيجة لذلك التقيد والالتزام الذي كثيرا ما يكون نصيا حرفيا مخيفا!!
هل بالفعل نحن بحاجة ماسة إلى خصومات وعداءات سواء أكانت واقعية أم افتراضية لنعيش حياة ناجحة طموحة¿! وهل بالفعل علينا أن نكون ذئابا لئلا تفترسنا الذئاب¿! هل علينا أن نكون شطارا ومحتالين لئلا نقع في مرمى الاتهام بالغباء والسلبية وعدم الفاعلية وصولا إلى عدمية حياتنا ووجودنا هل علينا أن نؤمن فقط بالنفعية الشخصية المطلقة دون مراعاة لما ولمن حولنا أيا كان ومن كان¿! هل من المفترض أن نغدو وحوشا ليصير العالم جميلا¿!
إذا كانت الإجابة نعم على كل تلك التساؤلات فما قيمة ما وضعناه ووجدناه في أدياننا ومجتمعاتنا الحياتية والتربوية من قيم إنسانية وأخلاقية نرسم بها كبشر عالما مثالا مفترضا¿! أو ما الجدوى مما نتلقنه منذ نولد وحتى نفنى من نصوص أخلاقية ودينية وما نتعلمه من عبر يكون هدفها في الغالب إيجاد ما نسميه بالوجود المثالي المتراحم المتسامح المتكاتف المتعاضد.. وما إلى ذلك من أوصاف نجيد استحضارها حين نريد ذلك أم أن وراء ذلك التناقض اللاسوي حكمة أو علة معينة تبررها¿!
أطرح هذه التساؤلات الاستغرابية وكلي دهشة حين يكون منشأها أو مبعثها في معظم الأحوال أخلاقيا دينيا وأتساءل من ثم: هل تريد لنا أدياننا وتربيتنا الاجتماعية السلوكية كل هذا التناقض أم أن ثمة خطأ في التواصل فيما بيننا كبشر من جانب وبين ما أملته أدياننا من مناهج ودساتير وقوانين غايتها في الغالب صلاح الشأن وانتظام الحياة انتظاما مثاليا يراعي كل ما ومن هو محصور في سياجها الافتراضي¿!
إن من يدقق ثم يدقق في سلوكنا وما نعتقد ونؤمن به لا بد له أن يستغرب الكثير من مواقفنا المتعارضة مع بعضها وأفكارنا المزدوجة في مواقفنا من كل شيء حتى من ذاتها وذواتنا ثم لو عدنا بالتعامل بحصافة لوجدنا أننا أكثر من يطبق وينتهج قوانين ومقولات وأفكارا نحن أكثر الخلق عدائية ورفضا لها من مثل (الغاية تبرر الوسيلة) على سبيل المثال لا نكاد نؤمن بهذه الفكرة إطلاقا على المستوى المباشر اللفظي السماعي ولكن حين نتأمل سيرتنا نجدها متشبثة بكل تفاصيل ومنعطفات حياتنا وحاجاتنا!!
عموما لا أريد أن أطرح هنا طرحا فلسفيا معقدا أو مملا ولكنه ربما مدخل أو سبب وجيه لنعود إلى أنفسنا ونتأملها أكثر مما نتأمل ما حولنا من موجودات ولنحاول أن نصلح شأننا فحسب لنصل إلى صلاح الحياة من حولنا أن نكون نحن بدون الحاجة إلى مرآه مزيفة تعكسنا على غير ما نحن عليه لنحيا.. وأعتقد لو اكتفينا بأنفسنا خصوما لتحقيق المثالية لنجحنا في ذلك!!

قد يعجبك ايضا