الشعر والشاعر.. ضوء ودهشة (الحلقة الثالثة)

إعداد محمد القعود

إعداد/ محمد القعود –
منذ أول رعشة إحساس في وجدان البشرية كان للشعر نبضه وألقه وحضوره المدهش في حياة الإنسان ومحيطه المتشابك مع إيقاع الحياة المتلون وكان للشاعر مكانته المكللة بسحر الكلمة ورؤاها المستشرفة أغوار الحياة وأزمانها ومراحلها المتعددة وكان لهما دور الضوء والنبض والأخضرار واجتراح الأروع والأجمل..
ومازال للشعر دهشته وللشاعر سحره المبهج رغم ما تعيشه البشرية من متغيرات وتحولات في شتى مجالات الحياة وخاصة ما تشهده من تطورات علمية مذهلة أحالت الكثير من المسميات إلى النسيان.
وفي ظل متغيرات الكثير من المفاهيم في هذا العصر.. ترى ما هو الشعر.. ومن هو الشاعر في هذا العصر..¿!
الشعراء والأدباء أجابوا على ذلك في السطور التالية:

غيث الحب
• الشاعر هايل الغابري
من يكون الشعر وما هو .. إذا لم يكن القوة الخارقة القادرة على إنتاج الوعي وإعادة صياغته وغسله سبعا من لعاب السياسة وزيفها !!
ما هو الشعر إذا لم يكن غيث الحب العظيم القادر على زراعة أرواحنا بالجمال وفتح الآفاق الجديدة للحياة !!
ومن يكون الشاعر إذا لم يكن رسولا إلا أنه لا يوحى إليه رسالته مصدرها الإلهام ومادتها الحب والجمال وقيم النبل والإيثار .

شهقة الكون
• الشاعر عبد الحكيم المعلمي:
الشعر هو شهقة الكون وحديث الجداول والزهور بلغة الضوء والمرايا إنه جوهر الأشياء وذروتها .
قد ينقلك المنطق من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) لكنه الشعر وحده الذي يجعلك تعبر جفرافيا الدنيا تتنفس التاريخ تغني ملء الفرح وتحلق ملء العالم فينسكب الشعر كمطر شفيف يتنزل من أقاصي الخيال.
والشاعر هو من يضيئ نقاط التماس ويصطاد الطفرات ويسكب النجوم والأقمار مهرا لقصيدته.إنه ذلك المتأمل الذي يلقي بحجر الروح في بركة ماء فتتشكل دوائر تتسع أكثر فأكثر في وسط من التشاكيل والرؤى والبوح العذب .

كائن اسطوري
• الشاعر والأديب بشير المصقري
يظل الشعر الملكة الروحية التي تعمل على تحويل اللغة إلى معادلة شعورية تفسر ظواهر الحياة وتؤبجد الوجود بفلسفات ذات رؤى توثق المعنى في قوالب منفصلة عن تداعيات الكلام العمومي وبصورة أخرى الشعر طريقة مثلى لربط وحيد بين العقل والعاطفة وبين التأمل والإستلهام وإرسال هذا التأمل إلا أفلاك الحس البشري من خلال ملامسة الإنطباعات المحبوسة في مكنونات ذوات بني البشر من غير الشعراء .
وأما عن الشاعر فهو كائن لا يعي اسطورية ذاته كما يعيها لحظة اشعاعات الهجس حين يكون على مشارف إنخناق الرؤية في عنق اعتمالات تنتهي من حالة التراكم في مكنونه .. فتكون مشاعره المكتوبة خلاص اخير يبرر وجوده لأن الشاعر هو المخلوق الوحيد الذي يعيش بأمنية واحدة.
الشعر هو أحد أنواع الأدب وهو عبارة عن : تعبير أنساني وليد الشعور والإحساس , والشعور تأثر وانفعال رؤى وأحاسيس وعواطف وجدان وصور وتعبيرات وألفاظ كلمة ومعنى تكسو التعبير رونقا خاصا ونغما موسيقيا ساحرا , وهو ما يسعد ويمنح البهجة والمتعة أو الألم والحزن .
الشعر عبارات وكلمات وحروف, وسطور لامعه في غياهب العقل الباطن تمدها بذلك اللمعان ومضات الذهن وأدراك العقل الواعي للغة الخيال والعواطف .
والشعر انواع منها العمودي والحر والنبطي والحميني والحكمي … الخ / ويعتمد الشعر العامودي على القافيه والوزن ( البحر) اما الشعر الحر فهو طليق متمرد على القافيه ومتحرر منها .
والشاعر هو من يبدع كل ما سبق ذكره .. هو صاحب الكلمة وفارسها .. هو سيفها المسلول .. وعازفها المهر .. هو الحاكي والصائغ والجواهري العارف بمكنونات الدرر والجواهر .. الشاعر ربيب الكلمة ..الشاعر قاص وروائي ومسرحي تحكي ابياته الواقع والخيال .. الحقيقة والزيف .. الحاضر والماضي .. ويتنبأ بملامح المستقبل كما انه هو المؤرخ .. لأحداث ووقائع لازمنه وأمكنة.. للأرض والإنسان

عدسة الخيال
• الشاعر ياسين عبدالعزيز:
من وجهة نظري وبعيدا عن المصطلحات والتعاريف العلمية أرى أن:
• الشعر: هو عدسة الخيال ومرآة الواقع ولغة المشاعر والعواطف والانفعالات وهمس القلوب وصوت الضمائر وشفافية الأرواح وأشعة القيم الفاضلة وعبير الأخلاق الحميدة ومعين الحبö ونبض الوطن ووطن العشاق وظلال بساتين الجمال ومعناه وموسيقى اللغة وحلاوتها ورونقها ..
• أما الشاعر: فهو ذلك الإنسان النبيل المتدفق بالشعر الموهوب الملهم المبدع القادر على تصوير خيالاته وترجمة أحاسيسه ومشاعره وانفعالاته وفلسفته ومواقفه ورؤاه إلى لغة حية وبأحرف موسيقية بيانية ساحرة يبعث من خلالها برسائل إنسانية نبيلة مؤثرة إلى الآخرين يمكن أن يخلدها التاريخ وتحيى في ذاكرة الأجيال وضمائرهم ووجدانهم ..

صهوة الإبداع

قد يعجبك ايضا