المراهقة السياسية كارثة على اليمن !!

حمود البخيتي


 - في اليمن نتفرد عن غيرنا في كثير من الأشياء..ويبدو أننا نريد أن نؤسس لأنفسنا في كثير من العلوم على الطريقة اليمنية التي لم تعد تسير على خطى الآخرين  وتحتاج لاختراع طرق جديدة.
حمود البخيتي –

في اليمن نتفرد عن غيرنا في كثير من الأشياء..ويبدو أننا نريد أن نؤسس لأنفسنا في كثير من العلوم على الطريقة اليمنية التي لم تعد تسير على خطى الآخرين وتحتاج لاختراع طرق جديدة..
لا يقرها العقل!
مش مهم المهم تنطبق على واقع اليمنيين المعاش.
لا تعترف بها العلوم القائمة!
مش مهم أيضا فنحن نريد علوم مكيفة على هوانا.
خرقنا كل ما تعلمنا..حورنا كل المفاهيم..غيرنا كل النظريات..أتينا بما لم تأت به الأوائل.
وإلا فليقل لي أي عاقل أو من لديه قليل من عقل..
هل ما يجري على الساحة اليمنية بين من يسمون أنفسهم أطراف العمل السياسي.. فعلا سياسة¿!!
وهل ما يعانيه الوطن والإنسان في بلادي هي نتاج لعمل سياسي مشروع¿!
أم إننا أمام مرحلة من مراحل المراهقة السياسية¿!!!
لا تقولوا لي رد على نفسك..لأنني في الحقيقة لم أعد أعرف شيئا من هول الصدمات المتواترة التي تلحق بنا والتي اختلط فيها الحابل بالنابل لأنني بحاجة إلى قاموس يمني بحت يفسر لي ماذا يجري فكل القواميس المتوفرة لم تفدني بشيء أو ربما لم تدرك الخصوصية اليمنية.
هل اليمن تمثل أولية¿!
وهل هي فوق الجميع¿!!
تائه أنا.. والفضل يعود إلى صناديد بلادي من:
– السياسيين خارج أعراف السياسة.
– ومن الاقتصاديين الذين يدفنون رؤوسهم في الرمال!
– ومن الحزبيين الذين يرفعون شعار الحزب أولا .
– ومن القبيلي الذي لم يعد يعرف عن القبيلة – بفتح الياء- شيئا .
ألم نعد جزءا من هذا العالم¿!!
لأن في العالم كله أي تصعيد أو تراشق سياسي معلن أو خفي في الدول التي تنتمي إلى الديمقراطية ينتهي ويتلاشى عندما ينبري عقلاء وحكماء القوم والسياسة ليقدموا مجموعة من الحلول والمخارج للازمة التي إن استمرت تدخل البلاد والعباد في دوامة لا يمكن التنبؤ بعواقبها فتجد طاولة الحوار المستديرة مكانا مثاليا لطرح المشكلة وإيجاد مساحات الحل لها كون هؤلاء القوم يؤمنون أن مهمة من يتصدى للمسؤولية تتجلى في الحفاظ على مصلحة بلده العليا وشعبه وأمته من أي سوء وتعقيد ليواصل البلد مسيرته مستفيدا من دروس الماضي ومتعهدا أن لا يتكرر ما حصل لقناعته.. إن اللعبة السياسية مهما حققت من مصالح ومنافع لا يمكن أن تتجاوز وتمس مصلحة الوطن ومواطنيه .
في بلدان المراهقة السياسية الصورة متناقضة تماما والصراع على أشده فتصبح مصلحة الحزب والفئة تسمو فوق مصلحة الوطن وأبنائه ليتحول كل من يتولى المسؤولية والقيادة إلى عراب وراعي لفكر التهميش والإقصاء ليضرب مصالح الآخر متغافلا النتائج والأضرار مهملا لدوره ومسؤوليته وحقيقة التزامه أمام شعبه.
إنه زمن رديء يحكمه صبيان المراحل , هم أنفسهم دوما لا يتغيرون يرثونه كابرا عن كابر و كلما دخل في اعتبارنا لوهلة أنهم سيبلغون سن الرشد السياسي بعد وجبة حصص من قوتنا ودمنا نجد أنهم ما زالوا يلعقون أصابعهم في انتظار الوجبة التالية والتي تليها وكأننا مجرد وجبات طعام فاخرة على موائدهم العامرة .

أسئلة مراهق:
لماذا تغلف قضايا التهريب والتهرب بمواقع النفوذ¿!!
ولماذا تغلف الاغتيالات وجرائم القتل بالسياسة والحزبية ¿!!
ولماذا ينطفئ نور الكهرباء وتتفجر الأنابيب تحت أغطية مفخخة¿!!
ولماذا تقف حكومتنا مكتوفة الأيدي¿!!
أم أنها بلا أيدي يا حرام!!

قد يعجبك ايضا