إرشادات الحوار!!
حسين العواضي


حسين العواضي –

* للكاتب الحصيف حسن عبدالوارث مقترح مغري ومصيب يكشف عن حاجتنا إلى كتيبات توضح كيفية استعمال الديمقراطية والحرية والحوار على غرار (الكتلوجات) التي توضح طرائق استخدام الموبايل .. والتلفاز ومكيف الهواء.
* والحوار وحده يحتاج الآن إلى كتيبات .. ورسوم .. وإرشادات .. مثل إرشادات المرور .. أخي المحاور لا تسرع أمامك مطبات وأنتبه أمامك منزلق خطير .. ولا تضرب الهون تجاهك سفارة الولايات المتحدة.
* ولماذا الرسوم والإرشادات لأن ما نراه ونسمعه على صدور القنوات الفضائية .. وفي بطون الصحف وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي .. وما يتسرب من جلسات الحوار يدعو في بعضه إلى الخوف .. والقلق.
* ما خشيناه وحذر منه كل عاقل غيور يطفح الآن يتجاوز رغبة اليمنيين في حوار جاد وشفاف يتجاوز النزوات الضيقة ويقفز فوق ما سماها أحد الحكماء بالمشاريع الصغيرة.
* لقد استهلكنا ربيع أعمارنا .. واستنزفنا خير طاقاتنا .. وأهدرنا نبع مواردنا في حوارات سياسية عقيمة سبقت ما يجري ولم يكن للوطن والمواطن فيها حصة أو نصيب .
* كيف توزع الغنائم والمناصب بين القوى السياسية الغالبة وكيف نرضي مراكز القوى المحلية ولا نغضب مراكز التأثير الخارجي التي عبثت بنا ولا تزال دون رحمة أو حياء.
* كيف نفصل الكراسي – ونضبط المقاسات.. ونخلي المواقع والخانات لرموز هرمة وأحزاب منهكة.. وقوى جشعة لاضية للثروة والسلطة.
* هذا له البرلمان.. وهذا له الوزراء.. وذاك له الشورى ومجلس القضاء.. هذا المحافظ يخصنا.. وذاك القائد من نصيبكم.. وخير للأطفال البقاء في منازلهم.
* ظلت حواراتنا السياسية عرجاء تحكمها القوة.. وتقودها الأطماع وجشع السلطة.. وبعض أطرافها لم تعقل ولم تقنع تريد جرنا إلى ذات المصير.
* الآن نبتلع لسان الحسرة ونعض أصابع الحيرة والندم أين حوارنا الاجتماعي الذي يكرس المواطنة المتساوية ويرسم معالم الدولة الرشيدة لا دولة العسكر والقبيلة.
* وأين حوارنا الثقافي الذي يبرز تنوعنا المدهش ويوظف موروثنا الحضاري الخصب لمواجهة تحديات المستقبل.
* والأهم أين حوارنا الاقتصادي الذي يخلصنا من الاتكالية والتسول .. ويرشدنا إلى تنمية اقتصادية فعالة ويحفزنا نحو استغلال مواردنا المنهوبة.
*الذي نراه أن بعض المتحاورين بسط بضاعته الخاسرة في بهو فندق موفمبيك وأخذ يناطح ويزابط هذه مطالبي وقائمة شروطي.
* نفذوها غير منقوصة أو اصرفوا مستحقاتي من بدل جلساتي حتى آخر فترة الحوار ولن تروا وجهي بعد الآن.
* وخذوها نصيحة مجانية من يشترط أو يحنق فإنه لا رغبة له ولا جدية في الحوار.. ومن يضع عقله وضميره في جيوب الآخرين فلا خير فيه.
* وأعود لما سبق واقترح أن تنظم للمتحاورين جلسات سمر للشعر والطرب وأن تنظم لهم رحلات للتعارف والترفيه.. ولسبعة منهم زيارات ميدانية إلى مستشفى الأمراض العقلية.
* فبعض الوجوه الكئيبة لها تصريحات عجيبة ومطالب غريبة تصيب المتابع بالغثيان.. وصدمة الجنان وتقلق المشاعر والوجدان.
* ويا حبتنا في الحوار أنكم مجرد مهندسين مدنيين اقترحوا ما شئتم الآن.. لكنكم لستم الدولة ولا البرلمان.. وضعوا أقدامكم على الأرض فالملايين خلفكم صاحبة القرار وانهبوا ولكن بنظام.
آخر السطور
للشاعر المهاجر محمد جميح
وسوف تشاهد كل الحروف
مصفدة في قوارير في عمق ماء المحيط
اللغات التي كنت تعرفها سوف تجهل فيها جميع الدلالات
ما عاد للكلمات هنا أي معنى
قم الآن واخلع فؤادك
غسل كيانك من صدأ القول
ها إنك الآن تشهد ما لا يقال
