خالد سلمان
فكري قاسم
فكري قاسم –
من دون خالد سلمان ستظل الصحافة اليمنية الحديثة تنط إلينا كل صباح كعصفور ميت أو لكأنها خيانة يومية نمارسها جميعا في حق ذلك الرجل الذي مد يديه ظلا للجميع ولسعته العقارب.
بشاربه الكثيف والمعقوف كدولفين صغير ينط في الماء وبملامحه الصارمة و”معوزه” المتواضع وقلمه الفاتن والقوي كان خالد
سلمان يعيش بيننا كمحارب جاء من زمن غابر ليمنح الصحافة المطبوعة مهابة ونكهة ومذاقا بعد ان تعثرت لسنوات طوال وكانت مجرد كلام جرايد.
ككثيرين من أبناء هذه البلاد التي اعتادت أن تقذف جواهرها خارجا وتعيش مع الخواء يعيش خالد سلمان لاجئا في بريطانيا بعد أن عاش ملاحقا في الداخل بأكثر من 13 قضية في نيابة الصحافة والمطبوعات حركتها ضده عديد جهات من أركان النظام السابق وكلها بالتأكيد قضايا رأي تحمل “سلمان” الذي كان رئيسا لتحرير صحيفة “الثوري” أعباءها النفسية مقتنعا أنه ينحت في الجدار فتحة للضوء.
قبل قرابة ( 7) سنين رافق “سلمان” وفدا رسميا ذهب إلى بريطانيا بصحبة الرئيس السابق وهناك وجد فرصة لينجو من الملاحقات القضائية المستمرة واستقر هناك
طالبا اللجوء وحتى اللحظة.
بقيام ثورة 11 فبراير انتصرت كتابات خالد سلمان لكن الغوغائيين والسفلة والوصوليين واللصوص والمتلونين والتافهين والأدعياء هم الذين ربحوا في الأخير. ومؤخرا فقط تم استدعاء ثلة من الفارغين للعودة الى البلد واستدعيت ثلة اخرى من التافهين المطعفرين في الخارج ليحضورا كممثلين في الحوار الوطني في حين لا أحد خطر على باله ذلك الرجل النظيف.
المؤلم في هذا الجحود المتكاثر ضد هذا النقي “خالد” أن لا أحد حتى من رموز النظام الجديد الذي عاش خالد سلمان يناطح السلطة دفاعا عن حقهم في الوظيفة العامة وفي العيش الكريم وكانوا حينذاك صامتين لكأنهم بالعين “دقم”.
حتى هؤلاء لا احد منهم خطر على باله ذلك الرجل الذي كان لكتاباته – تماما كما كان لدماء الشهداء – فضل كبير في “دهفهم” إلى صفوف الأمام وفي جعل كثير منهم أناسا صاروا يحظون بالمهابة وبالاحترام الآن.
سأطلب من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أن يقرأ هذا المقال لعلمي أنه يمني أصيل.
ولعلمي أيضا أن “خالد سلمان” نموذج لكثير من أولئك اليمنيين العصاميين الذين ليس بمقدورهم استجداء التقدير أو ابتلاع “دقم” ليصيروا أناسا ساميين.
Fekry19@gmail.com