يوم رؤوفة

عبدالرحمن بجاش


 - أتوقع أن يكون هذا اليوم يومها فلها علينا أن نتذكرها وبالتأكيد أن هذا الصباح الاستثنائي سيشهد الصفحات على الصحف معنونة بها, مكتوبة بخط إبداعها, وبذاكرة
عبدالرحمن بجاش –

أتوقع أن يكون هذا اليوم يومها فلها علينا أن نتذكرها وبالتأكيد أن هذا الصباح الاستثنائي سيشهد الصفحات على الصحف معنونة بها, مكتوبة بخط إبداعها, وبذاكرة مملوءة بالشجن عليها وأثارها وهي كثيرة وكبيره بعدد صحف هذه البلاد.
وضف إليها قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة صنعاء فاحسب أن لها أثرا هناك إلا إذا كنا قد ركنا جانبا كل القيم فهي المصيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله وأخشى القول أنه لم يعد جديدا علينا ذلك فقيم كثيرة أهدرت في ظل دولة الإعجاز والإنجاز وأخشى أننا نظهر مكشوفي الظهر والكفين والأمثلة على ذلك بين البشر كثيرة كثيرة!.
رؤوفة رحمها الله ليست من ذلك النوع من البشر الذي يمر عليك مرور الكرام¿, بل ممن يبقى حيا في ذاكرتك وتظل ذكرا حاضرة لا تتزعزع صورتها من ذهنك ومن نوع البشر الذي يسجل حضورا في عقلك وقلبك, عليك فقط أن تكون فارسا وتفتح صفحة أيامك وتظل تحدث صورتها وفعلها والقها وتظل حاضرة أمامك, وكل صاحب قيمة يدرك أن تذكر من يستحق الذكر لا يسقط بالتقادم !.
ستظل رؤوفة حاضرة في حياتنا برغم كل محاولات هدم القيم التي تشربناها ممن سبقونا أهلا أو أساتذة كبار أو أهلا قالوا لنا ذات عمر: لا تبيعوا قيمكم فالشعوب والأفراد الذين أهدروا أو باعوا قيمهم لمجرد الظهور بمظهر الاذكياء هم في الدرك الأسفل من منظومة كل ما هو جميل في الحياة!.
كثير يعتبرون أنفسهم اذكياء حين يهدرون علاقاتهم التي بدت في لحظة من اللحظات كبيرة وعظيمة وفي لحظة أخرى تكتشف خواءهم برغم أصوات الجلبة العالية التي يحدثونها خلفهم ( هم يضرجحون على طريقة الفضول ).
رؤوفة رحمها الله ظلت تترك صوتا عظيما لكل ما هو قيمي وتترك المساحات خالية لآخرين باعوا ثم أعادهم ما ترسخ في عقلهم الباطن من مبادئ كان لا بد لها أن تنتصر على ضعف أنفسهم بعضهم ضعف وجبن لكنه يتوارى فمن يبع قيمه يخرج عن منظومة صممت فقط للكبار الذين يدركون أن الحياة رجولة الفرسان . رحم الله رؤوفة التي تعلمنا منها الكثير زميله ومدرسة قيم من النوع الأرقى في الحياة.

قد يعجبك ايضا