التحليل السياسي.. استكمال لابد منه!!
حسين محمد ناصر
حسين محمد ناصر –
عندما تطالع الدراسات المختلفة بشأن ماهية المحلل السياسي.. وتقارنهما بما يدور في القنوات الفضائية في بلادنا تحتى مسمى »تحليل سياسي« تدرك بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما تشاهده وتسمعه من أحاديث وتناولات لا تمت بأية صلة لمفهوم المحلل السياسي!!
أمامي الآن دراسة مطولة كتبها الأستاذ »مصطفى قطبي« بعنوان »المحلل السياسي« الاستراتجي العربي.. والبروبا غندا الإعلامية« وهي في متناول كل مهتم بهذا الشأن وللوقوف فقط أمام التعريف الخاص بالمحلل السياسي. فإنني أورد هنا ما أشار إليها الكاتب في دراسته. من صفات وشروط ينبغي توفرها في شخصية هذا المحلل أو ذاك وأوردها هنا نصا:
»يجب أن تتوفر في المحلل الاستراتيجي مؤهلات علمية وشخصية. تجعله قادرا على تحليلا لوضع الاستراتيجي لبلد ما بل هو كفاءة علمية وتحصيل أكاديمي لا يقدر عليه إلا من كان مؤهلا. ويملك رصيدا ضخما من الثقافة والخبرة والاطلاع«.
كما أنه »لابد أن يكون المحلل فقيها في الشأن الذي يتناوله والفقه بالشيء لا يقف عند حدود المعرفة السطحية به بل الإحاطة بكل جوانبه. والقدرة على تفسير ظواهره وتحديد مساراته ومسبباته والوقوف على العوامل المحفزة أو المانعة لوقوعه ولماذا تم الحدث على هذا النحو دون ذاك وما هي النتائج التي ترتبت على وقوعه بكل دقة وأمانة«.
ويؤكد الكاتب على »أن المحلل السياسي ليس منجما ولا متنبئا ولا عرافا إنما هو خبير في موضوع الحدث يملك كل استنتاج يسوقه سندا موثوقا يدعم استنتاجه ويبرره« وأن »لا يحمل أفكارا مسبقة مطلوب منه إثباتها أو تأكيدها كما عليه أن يكون نزيها محايدا قدر الإمكان وأن يعطي الموضوع حقه فينظر إليه من زوايا عدة ويبرز ماله وما عليه« وأن »يتجنب طرح الأفكار المسبقة حتى لا يأتي التحليل مثقلا بمعلومات يريدها المحلل أو معد البرنامج التلفزيوني على حساب الموضوعية والحياد« كما يجب عليه» الابتعاد عن اتباع أسلوب الأماني لأنه لا يعكس الرؤى الواقعية بل يعبر عن عاطفة المحلل أو أماني القناة المستضيفة فالتحليل الاستراتيجي هو بحث نتاج جهد مرهق وتحر مضن عن الحقيقة وتدقيق مجهد في كل رقم يستخدمه المحلل«و»عليه أن يكون مواكبا للقضية المطروحة ملما بتفاصيلها وتطوراتها المستجدة ويمتلك المهارة المطلوبة لربط أحداثها وبالشكل الصحيح وتقدير الموقف على نحو دقيق بما يخدم التحليل«!!
ت