يا الله اسقنا الغيث

أحمد غراب

 - نشعر بالجفاف كما لم يحدث من قبل اتحدث عن جفاف قلوبنا 
كنت مستاء للغاية ووضعت اصابعي على الكيبورد لأكتب عن الفلتان الأمني الذي يزداد مع اقتر
أحمد غراب –

نشعر بالجفاف كما لم يحدث من قبل اتحدث عن جفاف قلوبنا
كنت مستاء للغاية ووضعت اصابعي على الكيبورد لأكتب عن الفلتان الأمني الذي يزداد مع اقتراب رمضان منذ ايام سمعنا عن معركة في عطان بسبب أرضية وبالأمس عمت حالة الرعب والفزع شارع بغداد بمنازله ومحلاته وبيوته مع اصوات الرشاشات والمعركة التي اندلعت بشكل مفاجئ.
والسؤال اذا كان هذا ما يحدث وسط عاصمة فماذا نقول عن بقية المدن ¿
قتلى في المحافظة الفلانية في اشتباكات عنيفة بسبب خلاف على ارضية
وقتلى في المدينة الفلانية في اشتباكات بسبب خلاف على سيارة
وعودة الاشتباكات بين قبيلة فلان وقبيلة علان وهلم جرا من هذه الاخبار التي ازدادت وتيرها بشكل لم يكن مسبوقا .
كل هذا يؤرق البال الناس همهم همين في هذه البلاد الاول اطعامهم من الجوع والثاني تأمينهم من الخوف يعني الاقتصاد والأمن لهم الاولوية لأن لهم علاقة مباشرة بحياة الناس اليومية.
بينما كنت اتأمل هذا الحال اذا بالمطر يتساقط فجأة في صنعاء فدخلت الفايسبوك وكتبت خبر عاجل ” مطر ” ذلك ان الناس صاروا متعودين أي خبر عاجل بعدها قتلى والا جرحى والا اشتباكات والا اندلعت والا مصرع والا تمرد والا ….
في هذه الظروف القاسية الجافة يسقط المطر من السماء لينقش على القلوب رسالة أمان واطمئنان.
يالله اسقنا الغيث وهذه لها قصة ومغزى يحكي القاضي العمراني (حفظه الله) ان احد الجزارين في صنعاء القديمة كل يوم كان يتعمده ولد صغير من ابناء الحارة يشغله طوال اليوم شقاوة ومراجمه (رمي بالحجارة) وهكذا كل يوم وفي احد الأيام هطل المطر ونزلت صاعقة احرقت الولد الصغير فمات
ورغم حزن الجزار الا انه في قرارة نفسه كان مرتاحا لتخلصه من شقاوة الولد وباشر عمله في اليوم التالي واذا ولد آخر من نفس المقاس يعمل به اشد من عمل الولد الميت فصاح الجزار وهو يرفع عينه الى السماء : يالله اسقنا الغيث.
يكفينا سياسة السياسة دمرتنا والأحزاب بعثرتنا والجهل أفقدنا كل حرية نسعى إليها.
وكيف تجتمع الحرية مع الجهل والسلاح ¿
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا