انا جامعي … ابني امي!!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
قالها بمرارة , بل خرجت من فمه أحر من الجمر : أنا خريج الدور الثاني عام 94 , وملفي لا يزال يسعى في دهاليز مكتب الخدمة , وأنا لم ألاحقه , بل نسيته , اعمل الآن ملحما , وانظر شكلي يمنحك إحساسا بان عمري وصل إلى التسعين , وإذا وصل الملف إلى برالأمان , يعني علي أن احمله إلى التأمينات من اجل التقاعد , وأضاف بنفس المرارة وخده متورم بالعنسي : نعمه ما بعدها نعمه أن يذهب الإنسان من الجامعة إلى التقاعد , قال الذي إلى جانبه : وأنت اتحمد الله تستلم لك معاش تقاعد بدون عمل !! , ضحك هو ضحكة المرارة نفسها : الآن ابني أمي لا يقرأ ولا يكتب ويشتغل معي , فصاح أحدهم : عيب عليك أس…. فقاطعته أنا وقلت : نتيجة طبيعيه لأن الولد سيقولها : وأنت ما عملت لك الشهادة . الآن هذا يلخص جزءا من الإشكالية التي تعيشها هذه البلاد وتتفاقم كل ما احتفلنا بخريج جديد , ووالله أني ارحم ولا أبارك لمن يقول : تخرج الوليد من الجامعة , بل أرثي له , بل أرثي لنفسي , فثلاثة خريجين في البيت يعانون وأعاني معهم , ولم تعد حتى المعرفة تنفع , ولا ادري كيف رجال الله يلحقون ابناءهم بوظائف تدر بالدولار في نفس اللحظة التي يقول لك فيها ( ما فيش فرصه ) !!وحتى الشركات الأجنبية وصل الحال فيها إلى درجة أن فرصها توزعها على أسر وبيوتات معينة !! ومن لا أسر ولا بيوتات لهم فليذهبوا إلى الجحيم …, أحدهم ممن دعت لهم أمهم الحق ولده الطيب في الشركة الفلانيه وب 800الف ريال , ويقولها مترحما عليه : ما نفعل ألحقناه باسم بواب !!! وما عد باقي إلا أن يذرف دموعه , فذرفتها انا : ما رأيك أن تلحقني أنا كحمال بنصف المبلغ , ثار : الله المستعان أنت أستاذ , قلت : خذ الأستاذية لك … لن اطيل في هذه المفردة , فقط أريد أن أقول بان الفساد قد قضيى على الأمل في نفوس الشباب , وأخشى أن تدفعهم البطالة إلى ما لا تحمد عقباه … بقيت جملة استعراضيه تتعلق باليأس الذي تحدثه الكهرباء في نفوسنا كالبطالة في نفوس الشباب … ويكفي معاناتي في هذا العمود , فيفترض حسب المعتاد أن أرسله ظهرا , لكنني لم استطع إلا العاشرة ليلا , على انه من المهم القول أننا سنتحمل كل الضنك والتعب ولن يهزمنا الفساد بكل أشكاله بشرط أن يكون القادم أفضل …. وإلا …