صيانة الهواتف المحمولة فرص عمل للشباب الريفي

فاروق الصالحي

 - هناك انطباع أولي أن حجم استخدام الهواتف المحمولة في المدن أكبر من الريف ولكن من يذهب إلى المناطق الريفية يلاحظ أن كثيرا من الناس يمتلكون هواتف محمولة. وتش
فاروق الصالحي –
هناك انطباع أولي أن حجم استخدام الهواتف المحمولة في المدن أكبر من الريف ولكن من يذهب إلى المناطق الريفية يلاحظ أن كثيرا من الناس يمتلكون هواتف محمولة. وتشير الموسوعة الحرة إلى أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول في اليمن في عام 2011 بلغ 11.7 مليون مشترك. ومع الأخذ بالاعتبار أن أكثر من ثلثي السكان في اليمن يعيشون في المناطق الريفية يمكن الاستنتاج أن استخدام الهواتف المحمولة في الريف يقارب ذلك الاستخدام في المدن. هذه المقارنة تلفت الانتباه إلى حجم هذه الصناعة في الريف والوظائف التي يمكن أن تخلقها للشباب الريفيين في التسويق والصيانة.
الطلب الريفي على خدمات صيانة الهواتف المحمولة دفع مشروع إدارة موارد المجتمع بالضالع إلى تمويل دورات تدريب مهني لـ 46 شابا من مختلف مديريات المحافظة على صيانة الهواتف المحمولة وكلهم حصلوا على عمل بعد تخرجهم بعضهم يعمل لدى أصحاب محلات والبعض الآخر نجح في فتح محل خاص به.
ومشروع إدارة موارد المجتمع (2007-2014) يغطي كل مديريات الضالع وتكلفته حوالي 28 مليون دولار تحت وزراة الزراعة والري وتمويل وإشراف الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الإيفاد). وهو يقدم خدمات في التنمية الزراعية والريفية عموما ومنها التدريب المهني في السمكرة والكهرباء والنجارة والقبالة وصيانة الهواتف المحمولة وغيرها.
وفي هذه المقالة نركز على إحدى قصص النجاح الناتجة عن هذا التدريب وهي قصة الشاب مهيب مهدي من مديرية جحاف والذي أصبح يعمل الآن في محل لبيع وصيانة الهواتف المحمولة في سوق الفاخر قعطبة. مهيب شاب من أسرة فلاحية وله سبعة إخوة أكمل الثانوية في 2010 وفي 2011 رشحه أعضاء الجمعية التنموية لوحدته القروية بني سعيد لدراسة دورة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر ممولة من مشروع إدارة موارد المجتمع بالضالع في صيانة الهواتف المحمولة في المعهد الفني في جبن.
بعد التخرج من الدورة مباشرة حصل مهيب على وظيفة في محل للهواتف يملكه أخوه بمرتب 30 ألف ريال في الشهر مضافا إليها كل ما يحصل عليه من أجور الصيانة. وقد أفاد مهيب أنه يقوم بصيانة ما بين 30-40 هاتفا في الشهر وبمتوسط أجر إجمالي يقارب 50 ألف ريال في الشهر. وبما أن أسرته كبيرة والزراعة لا تغطي الحد الأدنى من متطلبات المعيشة فإن مهيب يساهم مع أخيه صاحب المحل في إرسال مصاريف شهرية إلى والدهم ولكنه يعمل منذ بدأ الوظيفة على توفير قدر ما أمكن من المال كل شهر ليفتح محلا خاصا به لصيانة الهواتف. عندما قابلته في ديسمبر من العام الماضي قال لي: “لقد وفرت حتى الآن حوالي 300 ألف ريال ولكن تلكفة فتح محل جديد تصل إلى مليون و ثلاثمائة ألف ريال وأنا أنوي فتح محلي الخاص إما هنا في الفاخر أو في مدينة الضالع”. وعندما سألته عن الهواتف التي يجيد صيانتها أجاب أنه قادر على صيانة كل الأنواع بما فيها نوكيا وآي فون وأنه قادر على إصلاح معظم الأجزاء مثل الشاشة ولوحة المفاتيح والشاحن وغيرها.

Figure 1: مهيب يقوم بصيانة تلفون
قصة مهيب تعكس نجاحا واضحا للجهود المبذولة من قبل الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة عبر مشروع الضالع والإيفاد كذلك لإحداث تنمية ريفية مستدامة هدفها تحسين مستوى معيشة السكان الريفيين من خلال تحسين الإنتاج الزراعي والحيواني وتيسير الوصول إلى الخدمات المالية وتوفير مياه الشرب من خلال خزانات فردية لحصاد مياه الأمطار وخلق فرص عمل للشباب من خلال تدريبهم على تقديم خدمات مطلوبة في بيئتهم المحلية فتعود فائدتها على مقدم الخدمة والمجتمع. وقد مول المشروع حتى الآن دورات تدريب مهني لـ 135 شابا وشابة من أبناء المحافظة. كما أن قصة مهيب تمثل نموذجا يحتذى به لكثير من الشباب الريفي الباحث عن العمل إذ أن هذه المهنة لا تتطلب الكثير من الدراسة ولا مبالغ طائلة لبدء مشروع خاص كما أنها مربحة ولا تتطلب الاغتراب الخارجي أو حتى الداخلي.
مساعد البرنامج القطري للإيفاد في اليمن

قد يعجبك ايضا