في هذا البرج كان يخزن الحمدي وفي الأسفل سلم أعيد ترميمه

استطلاععبد الناصر الهلالي


استطلاع/عبد الناصر الهلالي –
برك متناثرة ومساجد ومدافن منحوتة في الصخر لا يزال الترميم جاريا فيها.

تقف على الدوام على باب المحاميد أحد أبواب مدينة (ثلا) السبعة..الطفلة منى لا تفارق المكان..من لحظتها تبادرك بابتسامة برئيه ولمسة حنان لا نجده عند الكثيرين من بشر العصر ..تبسط في يديك خريطة شفوية عن المكان..تحدثك كما لو أنها تعرفك منذ أن فتحت عينيها على الحياة..”هنا بالقرب من البوابة فندق السلام..كان الإمام أحمد يتخذه قصرا له وفي المكان المقابل سوق للفضة (الآن مغلق بسبب هجران السياح للمكان) وهنا وهنا….. وفي الأعلى قصر لا تودعه الشمس باكرا وإلى اليسار واليمين سور بنفس حميري خالص إلا من ترميمات لا تخدش جمال ما تركوه”.

كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا.. المدينة تعيش صمتا مألوفا .. الحركة بطيئة والساحة المرصوفة بالحجار القديمة بإحكام لا تروي قصص الماضي بقدر ما تفصح عنها النقوشوالرموز المتروكة خلف الأبواب المفتوحة للزائرين..المحلات القليلة فتحت أبوابها..الطلبة يبدأون الحصة الأولى.
وحدي أجدني أدخل من البوابة الرئيسية للمدينة..لم تكن هذه الزيارة الأولى لي..سبق أن مررنا على ديار المدينة بصحبة (نائب رئيس التحرير ومدير التحريروعدد من الزملاء) قبل أسبوعين عند ذهابنا لعزاء أحد الزملاء في قرية العين الواقعة إلى الشمال من حصن (ثلا) أو حصن الغراب كما يحلو للبعض تسميته..هذا المرور العابر دفعني قسرا إلى هذه الزيارة.
قبل أن تودع الساحة المبسوطة خلف باب المحاميد وتميل يمنيا باتجاه الحصن يقابلك ضيف الله نجاد بالحديث عن عدم زيارة السياح للمكان منذ ثلاث سنوات ومدى تأثير هذا على حياة الناس الذين وجدوا أنقسم بدون عمل في الآونة الأخيرة..نجاد يملك بقالة صغيرة بدأ العمل فيها بعد انعدام السياح الذين كان يعرفهم بالمكان لأنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة كما يقول.
وتقاطعه الطفلة (منى) “من هنا تبدأ الدرج المؤدية إلى الحصن” .. يقولون أن عدد الدرج المؤدية بنا إلى نهاية الحصن على عدد أيام العام (365) درجة .. لم تتركنا (منى) إلا عند البوابة المستحدثة للحصن حيث يقف الحرس المخصص له… وتقف هناك.

بانتظار نتائج التنقيب
يقول الحارس:”الدخول إلى الحصن غير مسموح إلا بتصريح من المجلس المحلى”..أقنعت الحارس بضرورة الدخول.. على الأقل لا تضيع زيارتي هدرا .. تعاطف الحارسوسمح لي بالدخول..أسفل الحصن التنقيب على أشده منذ عامين يجري التنقيب هناك.. مسئول الحصن خالد الزهيري يقف على حافة أحد الجدران التي اكتشفت مؤخرا.. غرف كثيرة كانت مدفونة استطاع المنقبون إخراجها يقول الزهيري: “كل هذا كان مدفونا وأتوقع أن هذه الغرف كانت البوابة الرئيسية للحصن وربما كان هذا سوقا قديما”.
ويضيف الزهيري: “يعود تاريخ الجدران المكتشفة إلى العصر الحميري والعصر الإسلامي”. غير أن الزهيري نفسه لا يريد استباق ما سيسفر عنه التنقيب إلى نهايته حينها يستطيعوا معرفة ماهية هذه الجدران سوقا كانت أو البوابة الرئيسيةومعرفة تاريخ هذه الجدران بدقة أكثر علما أن تاريخ الحصن حتى اللحظة لم يعرف بعد وكل ما يتم الحديث عن تاريخه مجرد تخمينات إلا من المعارك التي كانت تشتد بين الإمام مطهر ابن شرف الدين الذي رمم الحصن والأتراك.
أضطر العمال الذين ينقبون على الآثار هناك إلى شد سلم من الحديد لكي يستطيعوا الصعود إلى الأعلى بعد عمق الحفريات أسفل الحصن..في الأسفل أيضا تم اكتشاف منظومة المياه التي كانت تحاذي المسجد الكبير الذي يعتقد انه من أقدم المساجد في المدينة ولتلك المنظومة أكثر من أربع منافذ تعلو على سطح الأرض بمترين.
ويقول أحد العاملين هناك أن هذه المنافذ بعمق إلى الأسفل أكثر من أربعة أمتار وأن هذه المنظومة مرتبطة بالحصن عبر منافذ سرية كان السابقون يضمنون وصول الماء إلى أعلى الحصن من خلال النزول عبر المنافذ السرية وكان يحدث هذا في الأغلب أثناء الحصار للحصن.
حاليا تم سد تلك المنافذ لكي يتسنى التنقيب عن بقية المدينةمع ضمان عدم التأثير على تلك المنافذ..مع الاستمرار في أعمال التنقيب التي تقوم به الهيئة العامة للآثار بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية.
حتى اللحظة لم يتم العثور على البوابة الرئيسية إلى الحصن وربما يتم العثور عليه بعد الانتهاء من التنقيب الذي سيستمر حتى الوصول إلى نتائج حقيقية في أسفل الحصن كما يول الزهيري ثم الانتقال إلى أعلى الحصن للتنقيب هناك..ويرفض الزهيري الإعلان عن أي نتائج قبل الوصول النهائي لأعمال التنقيب ولا يستطيع التنبؤ بزمن الانتهاء من تلك الأعمالغير أنه متفائل بما ستؤول إليه نتائج التنقيب طالما أن جديد الاكتشافات تتوالى..
ولم يجد المنقبون شيئا من التحف أو الآثار باستثناء بعض النقوش الت

قد يعجبك ايضا