أين نحن من القرن!

عبد الرحمن بجاش

 - بالصدفة وكانت يدي تعبث بالريموت أبحث عن فيلم عن برنامج عن ما يشغلني توقفت عند قناة تبين أنها القناة الأثيوبية, على الشاشة كلها ثمة خشبة مسرح مهيبة, وممثلين من الجنسين
عبد الرحمن بجاش –

بالصدفة وكانت يدي تعبث بالريموت أبحث عن فيلم عن برنامج عن ما يشغلني توقفت عند قناة تبين أنها القناة الأثيوبية, على الشاشة كلها ثمة خشبة مسرح مهيبة, وممثلين من الجنسين يؤدون حسب ما فهمت من حركاتهم أوبريت ربما يحكي قصة الإنسان في أفريقيا لم أفهم ما يقولون بلغتهم لكن الموسيقى والغناء لغة كونية استمتعت بشجنهما وذهب بالي بعيدا إلى المسرح وإلى الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ثمة مقالة افتتاحية له في المجلة الأثيرة (وجهات نظر) والتي قتلت حين استأذن بالانصراف!.
كان هيكل يتحدث عن دول البلقان فقال سألت الصديق (….) وكان سفيرا في دول يوغسلافيا السابقة (كيف أعرف البلقان)¿ هل أقرأ التاريخ أم الجغرافيا قال السفير إذا أردت أن تعرف بلدا تابع مسرحها وهذا ما حصل يقول هيكل .
كأنني اكتشفت أن لاثيوبيا مسرحا, فلم يكن في البال هذا ولو أردت التبحر فلا أدري من أين أبدأ!, كان همي يتوقف عند السؤال : أين المسرح اليمني¿ والجواب معروف!.
ما شاهدته كان في احتفال ضخم بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.
ورد لحظتها سؤال لن يجيب أحد عنه: أيننا من القرن كله¿ لست أعني قرن الثور فهذا قد خبرناه وعرفنا أين نحن منه!, بل اقصد القرن الأفريقي .. هذا الذي عبرنا تاريخيا إليه عبر الجغرافيا من باب المندب والمخا ومن طول وعرض الساحل استوطن أو سكن بالأصح أهلنا في الحبشة التي أكرمت اليمني بلا حدود وما زاد وأكد ذلك ما قرأته مؤخرا أن الحكومة الأثيوبية أعادت مساكن اليمنيين المؤممة إليهم ومر الخبر مرور الكرام فقد انشغلنا بالقبض على امرأة مسلحة في البيضاء ولم نقبض عمن قتل أمان والخطيب!, ولم تعلق عليه أي صحيفة ولم يشكر حزب أي حزب ولا منظمة أي منظمة ولا حتى شيخ من المشائخ السوبر, لم يشكر أحد أثيوبيا!.
من آخر نقطة على الاطلسي في الصومال إلى آخر نقطة في السودان مرورا بأريتريا وجيبوتي وكينيا هناك مجالنا الحيوي ولا يكاد أحد يتذكر هذا وكأن هذا القرن كله في فضاء آخر! فليس هنا ما يدل حتى على وجود سفارات هنا وهناك! بل هو الموات! وبين ظهرانينا من إخواننا سواء من يطلق عليهم عيبا ( المولدين ) أو الأثيوبيين منتشرين في كل مكان وإذا أردت أن تستعيد إنسانيتك فاذهب إلى أقرب مقهى (حبشي), ستحس بعد سنوات من فقدك لأحاسيسك أنك إنسان حين تلمس وتتعامل مع خلق الله الأطيب (الاحبوش), أما (الزولات) فقد صاروا جزءا من التركيبة اليمنية.
الأريتريون والكينيون والجيبوتيون لا وجود لهم لأن أفق العلاقة الشعبية حتى مسدود يا ولدي مسدود على قول قارئة فنجان عبد الحليم حافظ رحمه الله!.
لا ادري ماذا أقول وكيف ولمن أوجه حديثي, لكنني سأبرئ ذمتي بإطلاق كلامي عبر الأثير عل أحد يلتقطه: اتجهوا إلى القرن الأفريقي من جديد هذا هو مجالنا الحيوي والفناء الأهم للمنزل.
.

قد يعجبك ايضا