أحبك وأكرهك

أحمد غراب

 -  جلست في بطن أمك تسعة أشهر حملتك فيها كرها على كره كما حملت الشعوب العربية حكامها طوال عقود ماضية مع فرق أن من بطن أمك إلى بطنك طاقة ومن بطون الشعوب إلى بطون الحكام
أحمد غراب –
جلست في بطن أمك تسعة أشهر حملتك فيها كرها على كره كما حملت الشعوب العربية حكامها طوال عقود ماضية مع فرق أن من بطن أمك إلى بطنك طاقة ومن بطون الشعوب إلى بطون الحكام مدن وابواب ونوافذ وخزائن.
ولما نزلت من بطن امك تم تصفير العداد ولم تحسب التسعة الأشعر التي قضيتها في بطن امك
ربما لو كنت جلست ثلاثين أو أربعين عاما ما كان العداد تصفر ولخرجت من بطنها فوجدت أمامك ثورة.
ايها الربيع العربي أنا أحبك وأكرهك
أحبك لأنك خلصتنا من القبضة الفردية والاحتكار العائلي للمناصب
واكرهك لأنك ورطتنا في الورطة الحزبية والتقاسمات والمحاصصة
احبك عندما اتامل بأن هناك جديد قادم.
واكرهك عندما انظر من حولي فأجد الوجوه نفس الوجوه ما عدا تغيرت الاسماء.
أحبك عندما ادخل الفايسبوك فأجد الحس النقدي وقد نما عند الشباب والجميع ينتقدون الفساد والمفسدين وأكرهك عندما امشي في الشارع واجد البيروقراطية لم تبارح مكانها والفاسدين أحرار والمواطنين يعتصمون ويعانون والساسة يتخاصمون ويتقاسمون والحكومة التي كان من المفترض أن تفرد عضلاتها لاستئصال الفساد والبيروقراطية ومن يستهدف البنى التحتية وتسعى ألى تحسين الخدمات في المستشفيات وزيارة السجون وفك كربة المكروبين والمعسرين وتنشيط المحاكم واقسام الشرطة فردت عضلاتها في الاتجاه المعاكس تماما على الصحفيين والمعتقلين.
أحبك عندما أجد الوعي الشبابي وقد نضج وحب الوطن وقد صار وساما على صدور الكثير وارى شباب من مختلف الفئات يحذرون من الطائفية والمناطقية وأرى أبناء اليمن في الداخل يشاطرون أبناء اليمن في الخارج همومهم ويتقاسمون معهم الامهم ومعاناتهم إذا شكا طلاب في ماليزيا تداعى لهم طلاب باليمن بالمظاهرات والاحتجاجات واذا شكى مغترب في السعودية تداعى له أبناء وطنه وجعلوا همهم همه.
وأكرهك أيها الربيع عندما اكتشف اننا كشعوب لأحول لنا ولاقوة لانملك إلا الصراخ والشكوى رغم كل التغيير الذي يحصل إلا أننا نجد انفسنا مضطرين لمسايرة ظروف لانريدها ولانتقبلها
نجد امامنا امام ظروف قاهرة مثل المحاصصة الحزبية التي فرضت من أجل التسوية السياسية فشوهت مبدأ المهنية والكفاءة وجعلت الحكومة نسخة من الحكومات التي سبقتها.
نجد امامنا ايضا امام ظروف الجهل والتسلح في ظل ضعف القانون وخصوصا ما يحدث من استهدافات للكهرباء ولأنابيب النفط.
ايها الربيع احبك الناس عندما سمعوا قرارات الهيكلة وتحويل معسكر إلى حديقة لكنهم كرهوك عندما لم يجدوا اهتماما من الحكومة بالمغتربين
ولا بالجرحى والمعذبين والمبدعين ولم يلقوا بالا لألام ودموع ومعاناة اهالي المعتقلين.
أذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

قد يعجبك ايضا