أكسوم وفارس أسقطتا الدولة الحميرية من البحر

محمد صالح الحاضري


 - إنه من غير المقبول القول بأن من جلبهم معه ذو يزن من فارس هم الذين قتلوه وكأنما هو كان واجهة لتدخل فارسي في اليمن الحميرية استخدمته فارس ثم تخلصت منه فذو يزن قائد وطني كبير ما زال اسمه يغذي الروح الحميرية بعد ألف
محمد صالح الحاضري –

إنه من غير المقبول القول بأن من جلبهم معه ذو يزن من فارس هم الذين قتلوه وكأنما هو كان واجهة لتدخل فارسي في اليمن الحميرية استخدمته فارس ثم تخلصت منه فذو يزن قائد وطني كبير ما زال اسمه يغذي الروح الحميرية بعد ألف وخمسمائة عام من مقتله علاوة على ما يشكله من أسطورة بلغ توهجها حدود الخيال في الرواية التاريخية العربية القديمة تم ربطه فيها بالجن والسحر دلالة على حجم ما مثل من ظاهرة في وعي تلك المرحلة من التاريخ العربي.
انطلق السلوك التاريخي لأكسوم مع حمير من خلفية سبئية توحيدية نظرا لما كان يمثله شعب مملكة سبأ من اتحاد قاري بين غرب آسيا وشرق أفريقيا قبل قيام مملكتي حمير وأكسوم (900 – 700) قبل الميلاد فقد هدفت محاولة تنصير الحميريين إلى محو هويتهم الوطنية لكن ترتيب الهوية المسبق من حكماء حمير الأوائل في توطين الدين فلا يطغى على الواقع الطبيعي قد جعله يشكل عمقا روحيا للوطنية فلم تجدö النصرانية نفعا بل أساءت لماضي مملكة سبأ وامتداده التاريخي المتحول لاحقا إلى شكل تطور الهوية الوطنية المتباينة هناك وهنا وحمير تفهم أن الماضي التاريخي المشترك ليس إلا ذريعة تغطي بها أكسوم أطماعها الاستعمارية وبذلك فإن الاحتلال زاد الشرخ اتساعا بين الحبشة واليمن الحميرية.
تحليل ذو يزن للموقف
لقد وجد سيف بن ذي يزن حمير منهكة ومعنويات الحميريين محطمة وهي خلفية يتعلق بها تشكيل أساس النشاط الوطني إذا ما أنتج تحليلا تاريخيا لجذورها من أول اختراق أكسومي لحمير قبل عدة قرون من عهد ذي يزن ولم تتخط فيه أقل من المسافة بين الساحل الغربي الجنوبي وبلاد المعافر وأوقفها المعقل الجبلي الحميري وأرغمها على الانسحاب لاحقا فمثلت عملية وصولهم في النصف الثاني من القرن الخامس لأول مرة إلى معقل حمير «صنعاء» بأعالي الجبال في عهد الملك يوسف ذي نواس تطورا جسيما في الصراع بين أكسوم وحمير لعبت فيه الخيانة دورا بذيئا وارتدى فيه الدين شكل الخيانة الوطنية.
لقد ذهب سيف بن ذي يزن إلى فارس محاولا اللعب على ورق التناقض بينها وبين روما وتوظيف هذه الورقة ما أمكن لصالح اليمن لتحريرها من الاحتلال وذلك قبل أن يتضح أن عمق الاختراق الفارسي لليمن لا يقل عن الحبشي.
ديانة النار في العصر الحميري
من الواضح أن وجود الديانة الفارسية باليمن الحميرية سابق على فترة سيف بن ذي يزن السياسية فتشير بعض المصادر إلى أنها كانت الديانة الثالثة بعد اليهودية والنصرانية وأن أتباعها كانوا جزءا من الانقسام الديني الذي أضعف الوحدة الوطنية في فترة الملك يوسف ذو نواس.
لقد أشار الهمداني في الإكليل بناء على ما أورده وهب بن منبه في كتاب «التيجان لملوك حمير» إلى خطوة التبع الأصغر في إدخال ديانة النار وقيل بأن الناس عاشوا فتنة دينية أثناءها انتهت بتمسكهم بديانتهم اليهودية وبما أنه قيل بأن التبع الأصغر جلب معه حبرين لهذا الغرض فهذا يعني تحولهما إلى أساس مرجعي لمعتنقي ديانة النار وطالما الملك التبع الأصغر كان في صف عبادة النار لا شك أن هذه الديانة شكلت لها أساسا دينيا واجتماعيا عبر عدة أجيال وصولا إلى فترة الملك سيف بن ذي يزن وعلى ذلك فهو كان وجودا دينيا واجتماعيا مواليا لفارس دينيا وجزء منه موال لها كوجود تحالف مع سيف بن ذي يزن على خلفية علاقته القوية مع فارس والمناخ المقوي لنفوذهم لكن ذي يزن كان يهوديا يمنيا من أسرة أحبار جمعوا المسؤوليات الدينية بالمسؤوليات الزعامية في إطار فئة الأذواء من قادة حمير أواخر العصر الحميري وكان ذو يزن يحاول إعادة قوة الدولة الحميرية بالتوازي مع إعادة قوة اليهودية اليمنية وكأنما نواياه نحو فارس لم تكن بالنسبة لهم مأمونة العواقب فيما لو تمكن من تحقيق هدفه الوطني.
إنه من غير المقبول القول بأن من جلبهم معه ذو يزن من فارس هم الذين قتلوه وكأنما هو كان واجهة لتدخل فارسي في اليمن الحميرية استخدمته فارس ثم تخلصت منه فذو يزن قائد وطني كبير ما زال اسمه يغذي الروح الحميرية بعد ألف وخمسمائة عام من مقتله علاوة على ما يشكله من أسطورة بلغ توهجها حدود الخيال في الرواية التاريخية العربية القديمة تم ربطه فيها بالجن والسحر دلالة على حجم ما مثل من ظاهرة في وعي تلك المرحلة من التاريخ العربي.
ظروف مقتل ذو يزن
لذلك يقال أن فتنة حدثت بصنعاء في نفس يوم مقتل ذي يزن بين الفرس والأحباش ويتضح من القول عنهم بأنهم الأحباش الذين استبقاهم ذو يزن لأنهم

قد يعجبك ايضا