الجنوب .. قضية وطن

نبيل نعمان


 - • من الصعب الكتابة عن الجنوب بعيدا عن كونه جزءا من اليمن هكذا كان على مر الأزمان حتى في ظل وجود كيانين واستعمار وإمامة وما قبلهما بقرون طويلة وأزمنة خوالي كانت فيها اليمن موحدة أو مجزأة لكنها ظلت في العقول والقلوب واحدة أرضا وإنسانا وكتب التاريخ تحفل بالكثير من هذا وهي حقائق لا تقبل الجدل أو
نبيل نعمان –

• من الصعب الكتابة عن الجنوب بعيدا عن كونه جزءا من اليمن هكذا كان على مر الأزمان حتى في ظل وجود كيانين واستعمار وإمامة وما قبلهما بقرون طويلة وأزمنة خوالي كانت فيها اليمن موحدة أو مجزأة لكنها ظلت في العقول والقلوب واحدة أرضا وإنسانا وكتب التاريخ تحفل بالكثير من هذا وهي حقائق لا تقبل الجدل أو التحريف والتزييف .
والجنوب ليس اتجاها جغرافيا أو جزءا من كيان سياسي فقط بل هو مشروع حضاري تحديثي ظلت العيون والعقول تترقبه وتهفو إلى ملاقاته وتجسيده واقعا وتمثله في كل أرجاء الوطن وكان 22 مايو 1990م البداية ليغدو هذا المشروع بحجم الوطن قبل أن يجهض وهو لا يزال يحاول التشكل على الأرض وفي العقول ولم يكمل سنواته الأربع ومع ذلك فلم يتلاشى بل توارى وهاهو اليوم يبرز من جديد حاملا لواء الخلاص للوطن .
الجنوب يعود اليوم كقضية أفرزتها سنوات من الضيم والظلم والمصادرة والاستحواذ والتهميش ( للأرض والإنسان والفكرة ) حيث أريد لها التلاشي والاندثار وهو ما لم يكن باعتبار ذلك ضدا على طبائع الأشياء وحركة التاريخ لتكون عودته المتجددة تنضيدا لأزمنة متكلسة ومهترئة وتخليصا من آفاتها وأمراضها الكثيرة .
وإن أضحيت يايمن اقليمين أو أقاليم أو أي صيغة أخرى ستظل ياجنوب موجودا في ثنايا كل هذا تطارد حاملي المباخر والسيوف ونخاسي الحق والعدل .. ستظل حلما إنسانيا حضاريا تؤسس ليمن لطالما عملت من أجله وضحيت .. وكن على يقين أن النجمة ستقود البر كما قادت البحر من قبل إلى الوجهة المنطقية بعيدا عن الخواء والزيف والخداع .
ولهذا فإن الجنوب لا يقبل التأطير أو العيش في نطاقات ضيقة حتى وإن أريد له البعض ذلك كونه نتاج فضاءات رحبة باتساع الوطن كله وربما أكبر من ذلك تجد في كل أرجائه تربة خصبة .. نعم أجدبت حينا لكنها أزهرت أحيانا وستكون على موعد مع دوحة وارفة الظلال لن تظمأ بعده أبدا .
اليوم ثمة جنوب يتشكل مختزلا كل الاتجاهات .. متأبطا حلمه الأزلي ويسير فقط إلى الأمام حيث لم يعد بالإمكان الانتظار طويلا أو الالتفات إلى أي إتجاه آخر .. فالسنين المهدورة تدفعه لإنجاز مشروع طال انتظاره .. به ومن خلاله ستكون اليمن وخلاف ذلك لا ولن تكون .. وعلينا أن نختار .

قد يعجبك ايضا