لست شيعيا ولا سنيا…….أنا مسلم وكفى.
محمد علي الشاوش
محمد علي الشاوش –
الإسلام كدين والعالم الإسلامي كموطن أساسي لهذا الدين المفترض انه معسكر واحد متضامن منظم ومرتب دينيا حتى يستطيع القيام بدوره في تبليغ هذا الدين وحمايته خير قيام, سواء في إطار العالم الإسلامي أو فيما يتعلق بالجاليات والأقليات المسلمة الموجودة في جميع أنحاء العالم بمصالحها المختلفة والمتشعبة سواء ما كان منها متعلق بالدين أو ما كان منها متعلق بالدنيا.
نشؤ معسكرات متعددة داخل المعسكر الإسلامي, الذي من المفترض وفق ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أن يظل معسكرا واحدا, كل معسكر من هذه المعسكرات المتعددة يدعي احتكار الدين وتمثيله ويناصب المعسكرات الأخرى العداء الشديد ذلك أضر بالإسلام وبالمسلمين كما لم ولن يضرهم أي عدو من قبل ولا من بعد لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل.
إذا فالأمر خطير جدا ونتائجه المدمرة ظاهرة تعبر عن نفسها بأكثر من شكل وأكثر من طريق حتى أصبحت لفظة الله أكبر التي يستخدمها المسلمون شعارا لهم في حروبهم كأنها تقاتل بعضها البعض حيث يحاول كل معسكر أن يحتكرها.
في ظل هذا الوضع المعقد والشائك يحتار الفرد المسلم, الذي يكون لديه وعي يسمح له بالوصول بتفكيره إلى ذلك, في أمره, هل ينخرط مع احد المعسكرات التي يدعي كل واحد منها تمثيل الإسلام أم لا ¿ وهل الانخراط في هذه المعسكرات المتناحرة واجب على المسلم أم انه لا يجوز¿ سؤال أرقني كثيرا وسألته لنفسي مئات المرات ’ وهو سؤال يجب على كل مسلم أن يسأله لنفسه إن كان حريصا على دينه ودنياه وحريصا على أن يقابل ربه بالشكل المرضي.
سألت نفسي هل يجب علي أن أكون سنيا أو شيعيا بتفرعاتهما المختلفة, وهل التشيع أو التسنن هما بوابة الدخول إلى الإسلام, واذا لم يتصف احد بهذين الوصفين هل يعتبر إسلامه ناقصا أم لا ¿
بقراءتي المستمرة لكتاب الله وما تيسر لي من أحاديث رسوله وسيرته صلى الله عليه وسلم وجدت أن التسميات التي أرادها الله لعباده ووردت في كتابه العزيز وأحاديث رسوله هي الإسلام والإيمان والمسلمون والمؤمنون وغيرها من التسميات التي ترتبط بالصلاح والتقوى والقرب من الله سبحانه.
لم أجد من خلال قراءتي لفظي التسنن والتشيع بالمعنى الذي انتشر اليوم والمتمثل في ادعاء تمثيل الإسلام لا في القرآن ولا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كذلك.
قال تعالى “إن الدين عند الله الإسلام ” وقال سبحانه “هو سماكم المسلمين” صدق الله العظيم,وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ” صدق رسول الله, هذه هي الأسماء التي سمى الله بها المسلمين وأرادها لهم فلماذا نبحث عن تسميات أخرى غير ما سمنا الله به ¿!!
اختيار تسميات أخرى غير ما سمانا الله به سواء كانت سنة أو شيعة أو سلفية أو وهابية أو إثنى عشرية أو إخوان مسلمين أو تبليغ إلى آخر هذه القائمة التي بدأت ولن تنتهي بدعة سيئة عملت على شق صف الإسلام والمسلمين وأدت إلى تجزئة وشرذمة المعسكر الإسلامي إلى معسكرات صغيرة ومفككة ومتناحرة إلى الحد الذي أصبحت هذه التسميات تضر بالإسلام أكثر من أعدائه ويكفي لإيضاح خطأ هذه التسميات قول الله سبحانه وتعالى ” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء “صدق الله العظيم.
هذه التسميات والتقسيمات في الأصل هي عبارة عن حركات سياسية تحاول التدثر بالإسلام للحصول على شعبية في أوساط العامة من المسلمين عبر ادعاء تمثيل الإسلام ولكن الأهداف لها والمطامع منها سياسية بحتة مرتبطة بمصالح جماعات وأشخاص متشعبة ومتعددة سواء في الحكم والسلطة أو في الثروة و غيرهما أكثر من ارتباطها بمصلحة الإسلام والمسلمين فالإسلام يرفضها رفضا قاطعا, هذه التسميات سارت وتشابكت مع التاريخ الإسلامي حتى ظن الكثير أنها من لب الإسلام وهي ليست كذلك.