المؤتمرون .. بين التمترس والطموح
جمال الظاهري
جمال الظاهري –
قارب الأسبوع الأول للمؤتمرين المشاركين في الحوار الوطني على المغادرة فيما المؤشرات الأولية لم تحمل رسالة مطمئنة لأبناء اليمن الذين يعلقون على مؤتمرهم آمالا عريضة.
الواضح من خلال المتابعة أن إخواننا أعضاء مؤتمر الحوار واقعون في حيص بيص بين سندان الانتماء الوطني المتذبذب ومطرقة المشاريع الصغيرة ولهفة الكثير إلى الأضواء الإعلامية الاستعراضية من خلال التدقيق في الكلمات والطرح الذي يقدمه الكثير من المؤتمرين يهيئ للمشاهد والمستمع لما تبثه القنوات الفضائية أن أصحابنا خارج الموضوع الذي من أجله تم اختيارهم وهو الوصول إلى رؤية سليمة وقريبة لما يريده أبناء اليمن لمستقبلهم.
صحيح أن المؤتمرين جاءوا من خلفيات سياسية وأيديولوجية مختلفة فيها الكثير من التناقضات وصحيح – أيضا – أن هذا المؤتمر لم يأتö في أجواء طبيعية وأنه كانت نتيجة للكثير من الممارسات والأخطاء التي وصلت حد القطيعة ومن ثم الاقتتال في بعض الفعاليات والأنشطة المتضاربة بين مكونات العمل السياسي الذي دخلت على خطه بعض المكونات الجديدة التي أفرزتها ثورات الربيع العربي ما قد يلقي بظلال الأحداث على فعاليات المؤتمر لكن الأصح – إن جاز لي التعبير – أن أعضاء هذا المؤتمر لم يتم اختيارهم كي يذكروا الشعب بما حدث خلال العامين المنصرمين أو لكي يتباكوا على ما فات أو ليكونوا وكلاء شريعة لمن يمثلونهم فقط وأن تمثيلهم لبعض الشرائح إنما يأتي في إطار مجموع الشعب اليمني.
إن النزوع والتمترس خلف بعض القضايا الشخصية أو الفئوية أو الحزبية أو المناطقية أو التعصب لبعض المشاريع المطروحة في إطار المشروع الوطني الذي ينشده أهل اليمن ليس بداية صحيحة مساعدة على إنجاح المشروع الوطني الكبير وهذا الكلام لا يعني أنني من دعاة تغييب الفكرة أو الرأي فهذا حق اتفق الجميع على مشروعية طرحه للتداول كرؤية تتم مناقشتها ودراستها ضمن العديد من الرؤى والأفكار يعقبها الغربلة والمقاربة مع واقع الحال من أجل الوصول إلى أفضل وأقرب رؤية تنسجم مع واقعنا وحقيقة خصوصية اليمن الذي تمتزج فيه جميع خصوصيات اليمن الجوسياسية والديمغرافية بما يمنع تكرار أخطاء الماضي الذي فشلنا فيه في الحفاظ على التوازن والانسجام بين ما هو خصوصية إقليمية وما هو شأن وطني بين ما هو سيادي وحقوقي بين ما هو مركزي وما هو محلي بين خصوصية المنطقة في إدارة شؤونها وبين ما يفرضه واقع الوطن الواحد وحق الدولة المركزية في بسط سيطرتها وسلطتها على جميع التراب اليمني.