قمة الدوحة .. تجديد دعم اليمن

كتب المحرر السياسي

 - 
جاءت مخرجات الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية التي اختتمت أعمالها في الدوحة مواكبة للمتغيرات التي تشهدها الساحة العربية  سواء من حيث التأكيد على أولويات تعزيز الشراكة
كتب / المحرر السياسي –

جاءت مخرجات الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية التي اختتمت أعمالها في الدوحة مواكبة للمتغيرات التي تشهدها الساحة العربية سواء من حيث التأكيد على أولويات تعزيز الشراكة والتعاون البيني لهذه الدول أو من حيث تنسيق المواقف ذات الصلة بالقضايا الستراتيجية كالقضية الفلسطينية التي تمثل جوهر الحل العادل والشامل للتسوية في الشرق الأوسط أو تلك المرتبطة بالتحديات القائمة أمام شعوب ودول المنطقة العربية .
وليس مستغربا أن تحظى العملية السياسية السلمية في اليمن بتوقف القادة العرب أمام – أبعادها وتجلياتها باعتبارها تمثل أنموذجا حضاريا ارتضاها اليمنيون في تحديد خياراتهم المشروعة في التطلع إلى المستقبل دون الوقوع في دوامة الاحتراب حيث أشادت كلمات القادة العرب بالحكمة اليمانية في الوقت الذي أكدت فيهö على مساندة مسارات التسوية التاريخية التي يتحمل مسئوليتها باقتدار الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومعه القوى الوطنية لإنجاز كافة مراحل المبادرة الخليجية وبما من شأنهö التغلب على مجمل التحديات السياسية والاقتصادية فضلا عن تأكيدات التزام القادة العرب في الحفاظ على وحدة واستقرار وأمن اليمن ورفض أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية .. وهي إشارات واضحة لا تخطئها الدلالة برفض أية محاولات تستهدف تقويض مشروع النهوض الحضاري الذي يعيشه اليمنيون متمثلا في عملية الحوار الوطني القائم بين ألوان الطيف السياسي على الساحة الوطنية .
لقد قدم الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمام أخوانه القادة العرب شرحا ضافيا حول مدخلات الحوار الوطني وأجوائه الإيجابية بل وتأكيداته أن مخرجات هذا الحوار سوف تمثل علامة بارزة في تاريخ اليمن المعاصر وستكون بمثابة مفاجأة تؤكد خاصية احتكام اليمنيين إلى طبيعة التغيير الذي يحقق الاستقرار والتنمية ويتماشى مع استلهام روح العصر واستحقاقاتهö وبما يجنب الوطن مخاطر مآلات الاحتراب الداخلي قبل أن يجنب المنطقة تداعيات استفحال الأزمة أو وصولها إلى طريق مسدود.
ومن الطبيعي أن يكون ثمة رضى عربي على مسار هذه التحولات التي قطعتها الأطراف السياسية وهي تلجأ إلى خيارات الحوار وترفض الاحتكام إلى وسائل وأساليب العنف بل أن حالة الرضى هذهö امتدت لتشكل حالة استثنائية في الإجماع العربي على تأييد ودعم سياقات هذه التسوية التاريخية الحضارية في اليمن والوقف سندا قويا وبكل الإمكانيات لمساعدة اليمنيين لاستكمال ملامحها .. وهو – بالنتيجة – ما يبعث على الارتياح والاطمئنان والأمل في القدرة على تجاوز الصعوبات الراهنة والتحديات الجسيمة أمام إنجاز هذه العملية الحضارية التي أثبت فيها اليمنيون – قولا وصدقا – تمثلهم موروث الحكمة وتغليب منطق الحوار ونبذ كل أساليب وأدوات العنف وهو الأمر الأساس الذي ساهم – جديا – في تضافر جهود الأشقاء والأصدقاء لتهيئة الظروف الملائمة والمساندة لإنجاز هذه التسوية التاريخية باعتبارها أنموذجا غير مسبوق على مستوى ثورات الربيع العربي حيث تجلت مواقف الدعم والمساندة هذه في قمة الدوحة مؤخرا كما تجلت في مواقف الأشقاء الذين رعوا المبادرة الخليجية للتسوية وتضافر جهودهم لحشد التمويلات خلال مؤتمري المانحين في الرياض ونيويورك في وقت سابق وذلك جنبا إلى جنب مع الأسرة الدولية في شراكة أممية غير مسبوقة لدعم واحدة من أهم ثورات الربيع العربي التي ارتضت الاحتكام إلى خيارات التسوية السياسية السلمية بدلا عن الذهاب إلى خنادق الاحتراب.

قد يعجبك ايضا