ورقة المنصفين!!

جمال الظاهري


 - ما حدث من زلزال شعبي في منطقتنا العربية شكل الشباب مادته الرئيسية للإنطلاق نحو إحداث تغيير استثنائي بغرض الانطلاق من واقع الركود الذي عم المنطقة في العقود الأخيرة يعد فرصة لا تعوض أمام ه
جمال الظاهري –

ما حدث من زلزال شعبي في منطقتنا العربية شكل الشباب مادته الرئيسية للإنطلاق نحو إحداث تغيير استثنائي بغرض الانطلاق من واقع الركود الذي عم المنطقة في العقود الأخيرة يعد فرصة لا تعوض أمام هذه الشعوب التي لطالما تغنت بموروثها الحضاري وعزفت كثيرا على أوتار الأمل في إحداث نهضة تنموية حضارية تعيد لها الاعتبار بين بقية شعوب العالم.
وبما أن الشباب هم من حمل على عاتقهم جل هذه التطلعات وقدم التضحيات من أجل نيل الفرصة التي تمكنه من إحداث الفارق بين ما كان وما يجب أن يكون ولأن هذه الشريحة الشابة هي عماد الحاضر وأساس المستقبل على اعتبار أنهم العنصر الأكثر تأثيرا والأكثر فاعلية في النشاط الاجتماعي وهم أيضا ما يميز منطقتنا من حيث العدد لأنهم يمثلون الأغلبية بين جميع الشرائح الآخرى فإنهم اليوم أمام امتحان صعب وضعتهم أمامه الأقدار وعلى عاتقهم سيقع وزر الفشل وبهم يمكن تحقيق الفوز والنجاح الذي تأمله مجتمعاتهم.
الواقع يقول اليوم أن هذه الشريحة ما عادت هي تلك التي كانت تنأى بنفسها أو يتم تجاهلها عند وضع الاستراتيجيات والخطط المستقبلية للشعوب فهاهي اليوم صاحبة القول الفصل سواء عبر الميادين أو في المحافل النشطة على طول البلاد وعرضها وإن قال أحد أن هؤلاء الشباب ما يزالون خارج المعترك المعني باتخاذ القرارات وإن كان في ذلك بعض الحقيقة فإن المتابع لما حدث خلال العامين المنصرمين يدرك جيدا أنهم وإن لم يكونوا هم أصحاب القرار فإنهم اليوم من يرسم المستقبل ويؤثر على صناعه ويعمل لهم ألف حساب في أي اجراء أو قرار يعتزم اتخاذه وما عليهم إلا أن يعرفوا ما يريدونه لمستقبلهم ويظلوا يقظين يراقبون كل ما يصدر عن مراكز القرار فيقولون لمن أحسن شكرا ولمن أساء توقف ومنابرهم في هذا الجانب متعددة ووسائلهم أكثر تنوعا مع هذا الفضاء الإعلامي الواسع الذي نعيشه اليوم.
ما تعول عليه المجتمعات من هذه الكوكبة كثير ولكن ما يمتلكه هذا الجيل من طاقات كفيل بالحد من معيقات هذا الطموح خاصة إذا أدركوا أن الفعل الثوري ليس هو الهدف وأن الوسائل – حزبية – منظمات – منابر إعلامية – لا يجب أن تكون هي المسيطرة على النشاط والحراك الجماهيري وإن كانت مهمة وأن الأهم من ذلك هو الهدف والغاية التي يجب أن تكون ترجمة واقعية على الأرض اليمنية كاملة وتمثل جميع مكونات وأطياف المجتمع اليمني دون إقصاء أو تمييز بين هذه الفئة وهذه المنطقة ما يعني أنهم على موعد مع المواجهة الحتمية بين الشخصي من الطموح والحزبي والفئوي والمناطقي الذي لابد أن ينتصروا عليه.
هذه المواجهة الحتمية تبدأ مع الذات أولا ولا تنتهي إلا في قبة برلمان وطني وحدوي قوي يمثل تطلعاتهم وآمالهم وما قدموا من أجله التضحيات بوادر هذه المواجهة قد ظهرت فعلا وازدادت نشاطا خلال الأيام القليلة الماضية فيما أن أول اختبار حقيقي لرجال اليمن من فئة الشباب أو الساسة المتمرسين هو أنهم مقبلون على أهم اختبار في هذا المقام وقد حدد موعده بقرار رئاسي لا تسويف ولا تراجع فيه لأن الوقت ينفد والشعب يئن والوطن ينزف وما يوم الثامن عشر من مارس الذي أعلن لبدء عملية الحوار إلا البداية التي يؤمل أن تؤسس لانتقال سليم للوطن والشعب إلى مرحلة البناء المؤسس على قاعدة المساواة والعدالة الاجتماعية التي لطالما ضاعت وأرهق ضياعها الجميع فهل سيكون شباب اليمن عند مستوى التحدي مع أنفسهم في لجم الأطماع والرؤى الشخصية القاصرة¿ أم أن الأنانية ستظل هي المسيطرة¿ الأيام القليلة القادمة ستكشف النقاب عن شخصية هذا الجيل الشاب وعن مدى وعيه وإدراكه لما يحتاجه وعن نجاح ثورته وعن كونها ثورة أو أنهم ليسوا سوى امتداد لمغالطات من سبقهم وأن فعلهم الثوري ليس سوى إعادة تقسيم للحصص من المغانم على حساب جراحات الأرض اليمنية النازفة.

aldahry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا