اجلس يا سلطان!

حسين محمد ناصر


 - هكذا قال الدكتور ياسين سعيد نعمان لزميله سلطان البركاني كي يستطيع إدارة الجلسة الثانية من جلسات الحوار بهدوء ونظام وأجزم أن شخصا آخر من أعضاء هيئة رئاسة الحوار ما كان ليقول ذلك إلا مسبوقا بكلمة (شيخ)! اجلس يا شيخ سلطان!!
حسين محمد ناصر –

هكذا قال الدكتور ياسين سعيد نعمان لزميله سلطان البركاني كي يستطيع إدارة الجلسة الثانية من جلسات الحوار بهدوء ونظام وأجزم أن شخصا آخر من أعضاء هيئة رئاسة الحوار ما كان ليقول ذلك إلا مسبوقا بكلمة (شيخ)! اجلس يا شيخ سلطان!!
لكن ثقافة ياسين وقناعاته الفكرية وتربيته السياسية حالت كلها دون مخاطبته للبركاني بتلك الصفة!
أن تطلق صفة (شيخ) على أي كان من أعضاء الحوار يعني أن تعترف ضمنيا بحقوق تلك الصفة يعني أن تجعل من حوله بشكل تلقائي (رعية) وهكذا يصبح من حقه أن يعطي التوجيهات والأوامر لمن شاء من رعيته ويخرق أنظمة الأمن ولوائح النقاش كيفما شاء وأتمنى أن أرى (الشيخ) صادق في موقف يفرض فيه على رئيس جلسة ما أن يلفت عنايته بضرورة الالتزام قائلا: اجلس يا صادق!!
بالتأكيد ذلك مجرد حلم ليس إلا!! لا يستطيع مجرد التفكير به أي عضو في هيئة رئاسة الحوار وأقل ما يمكن الذهاب إليه من قول إن كان رئيس تلك الجلسة (ياسين) هو:

اجلس يا أخ صادق!!
وهذا القول بمقياس ما هو متعارف عليه حاليا من طبيعة المخاطبات السائدة يمثل انقلابا كبيرا على العادة!!
في أوائل السبعينيات أو أواخر عام 1969م أصدر الرئيس (سالم ربيع علي) قرارا منع فيه استخدام صفة (السيد) على الاطلاق والزم الناس باستخدام صفة (الأخ) بدلا عنها ومنذ ذلك الحين حتى قيام الوحدة ذابت تلك التسمية تماما وذابت معها صفة (الشيخ) و(الأمير) و(السلطان) وأصبح الجميع يتعامل بكلمة (الأخ) لا فرق بين رئىس أو مرؤوس ولا وزير أو غفير!! كما ألغيت الأنساب القبلية في الأسماء وتحول اسم محمد صالح يافعي إلى محمد صالح مطيع وبهذا صار الناس لا يعرفون ولا يبحثون حتى عن اسم قبيلة هذا المسؤول أو ذاك!!
> اليوم.. نريد من رئيس الحوار اليمني أن يصدر قرارا ملزما لجميع أعضاء المؤتمر بإلغاء أية ألقاب تسبق أسماء الأشخاص وتعميم صفة (الإخوة.. الأخ) في القاعة لا نقول خارجها حتى يشعر الجميع هناك أنهم سواسية لا فرق بين أبيض وأحمر ولا ذكر ولا أنثى إلا بمقدار ما يقدمه من أفكار ورؤى ناضجة تسهم في حل القضايا المطروحة وعلى رأسها «القضية الجنوبية» وأدعو الأخ الامين العام لمؤتمر الحوار إلى تبني هذا المقترح.
هناك مقترح آخر هو تخيير الإخوة أعضاء مجلسي الوزراء وهيئة رئاسة البرلمان بين عضوية الحوار أو مناصبهم فليس من الحكمة أن تشل حركة البرلمان ومجلس الوزراء لأن هناك من الوزراء وأعضاء البرلمان من أراد أن «يأكل بيدين» ويكون لرئيس الحوار رئىس الجمهورية الحق بإصدار قرار يقضي بتكليف نواب الوزراء بممارسة صلاحية الوزراء طيلة فترة عقد مؤتمر الحوار كما يحق له أن يوجه بانتخاب هيئة رئاسة للبرلمان «مؤقتة» لتجنب الخلل السائد أو الذي بدأ يسود اليوم في نشاط مجلسي النواب والوزراء.

* هامش
قلت «يأكل بيدين» لأن الشعب قاطبة يدرك مستوى ثقافة ووعي بعض هؤلاء في رئاسة البرلمان والوزراء وصعوبة مساهمتهم حتى بجملة مفيدة في سياق نقاش القضايا الاستراتيجية.
ومن لم يستطع أن ينفع أباه بالأمس يصعب عليه نفعه اليوم!!

قد يعجبك ايضا