أين المخا¿

عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش –

سؤال ربما يكون مشروعا أن تسأل عن ميناء كان ذات لحظة مرتبطا بالعالم ليتحول الآن إلى مكان ارتباط للمهربين! والتهريب ارتبط بأشهر موانئ البلاد القديمة يوم أن كانت السياسة المتخلفة والجمال التي تأكل العصار حاضرة بجانب الماء والمرعى ربما! .
إن كان البحر هناك فلا يزال موجودا كماء, أما كميناء فلا تدري ما السر في غضب طال أمده ضد مدينة ترى آثارها تبرز من بين التراب كبقايا لا أقل ولا أكثر , وحين تقارن الآن بين يريم على تعاسة شارعها الرئيسي ستجدها كحاضرة أفضل من صورة المخا التي لا تزال مجرد شارع عام ورجال أعمال صدقوا أن المخا سيتغير حالها فبادروا لشراء الأراضي التي لا تزال كما هي شاهدا حيا على نية خسيسة تجاه المخا التي تحولت إلى مجرد خرابة لأنهم ببساطه أرادوها كذلك , فتقرأ خيبة أمل أهلها الذين لا أحد يشير إليهم , هل سمعت يوما بمن يشير إلى رجل مار من أمامك : ذلك من المخا أو مخاوي¿! حتى حين تنسبهم إليها لا تدري كيف تنطقها¿ هل سمع احد بفلان الدكتور المخاوي المهندس, الصحفي, النجار, الحمال, هذه الأخيرة ربما هناك في بقايا ميناء زايدوا كثيرا باسمه وحين اقترب الخير منها وقفوا سدا منيعا يقولونها .. لا .. لا تدري لماذا¿ هل كان على المخا أن تنتقل إلى مكان آخر ليتغير حالها ¿¿. في الستينات وذات نهار ذهبت مع والدي إليها وفيها أهداني أحدهم غزالا, فظللت نهارات أقارن بينها وبين غنمة جدتي ,بعدها بسنوات عدت ابحث عن غزالة ما , قال احدهم في باب دكان وقد سألته : حتى الغزلان هاجرت من المخا , وضحك : بأمر أحدهم!, يقال الآن أن من يسكن المخا بصفة دائمة نفايات تنشر الأمراض في الانحاء¿, ومن سنين كم سمعنا عن مشاريع لالمخا تبين أنها مجرد يباب وريح صرصر عاتية, حتى مشروع التحلية منها جرى عرقلته بحق يراد به باطل فقد اقترح احدهم بخبث إضافة إب للدراسة بعد إنجاز الأولى ليتوقف الأمر كله! ومن سخرية الأقدار حتى المفرق لم يعد فيه حياة وصارت الخدمة متطورة فيوصل ( الأمر) إلى المنازل! على اعتبار أننا تطورنا! السؤال يظل قاسيا: ما ذنب المخا ¿ هل هي الجغرافيا¿ أم هو التاريخ¿ ربما وربما وربما… وألف علامة استفهام ليس المعني بهم هذه الحكومة ولا هذا الوضع بل من له علاقة بأكل العصار!.