استعادة الذات

معين النجري


 - هل ما يزال شهر رمضان الكريم فرصة جيدة لتصفية النفوس وإعادة الحسابات لنضع أيدينا على مكامن الخلل ونحاول إصلاح ما أفسده عام كامل من المعارك بين المرء ونفسه وبين العبد المسلم ومحيطه المليء بالمنغصات والنزوات والمغريات.
معين النجري –

هل ما يزال شهر رمضان الكريم فرصة جيدة لتصفية النفوس وإعادة الحسابات لنضع أيدينا على مكامن الخلل ونحاول إصلاح ما أفسده عام كامل من المعارك بين المرء ونفسه وبين العبد المسلم ومحيطه المليء بالمنغصات والنزوات والمغريات.
رمضان الذي يقال أن الصحابة كانوا يودعونه ستة أشهر ويستقبلونه ستة أشهر هو ذاته رمضان الذي نعيشه اليوم, لكن الحياة وظروفها ومفرداتها وتعقيداتها مختلفة تماما , ولذلك من الصعب جدا أن نكون صحابة لكننا نبحث عن فرصة جيدة نمكن رمضان من ممارسة نشاطه كما يجب.
أعي جيدا أننا اليوم بحاجة إلى إرادة قوية وشجاعة كبيرة لنتجاوز كل ما علق بنا من أوزار وخلافات بينية جعلت معظم الناس هنا في حالة عداء مع الآخر أو في حالة عدم رضا بسبب ما عاشه اليمن من أحداث بدأت سياسية و فكرية وانتهت مواجهات ودماء خلقت ما خلقت في النفوس من الآلام والأوجاع يصعب تجاوزها بسهولة .
أعي أيضا أننا في اليمن ما نزال على مسار الدوامة ولم نتجاوزها بعد, ولكننا نمني النفس بأننا على الطريق السليم للخروج منها واستعادة الثقة بذواتنا.
لذلك يفترض أن يساهم كل فرد في إخراج البلاد من مربع الفراق عبر السعي لتصفية النفوس وإنهاء حالة القطيعة وتفهم الآخر مهما اختلفت معه.
لنحاول مع شهر رمضان أن ننجح في استعادة بناء الجسور التي هدمت وفتح الأبواب والنوافذ التي أوصدت.
إن شهر رمضان فرصة جيدة ليستعيد الجانب الروحاني دوره في تفاصيل حياتنا , لأنه الأمل الأخير لترميم التصدعات الكبيرة التي أحدثتها الماديات ونقاط الاختلاف التي طغت بدورها على نقاط الاتفاق الكثيرة التي تجمعنا بفعل واحدية المعبود والوطن.
سنحاول أن نبادر بالممكن وإذا ما كنا صادقين في سعينا إلى الخير فإن الرب بلا شك سيساعدنا على بلوغه.

قد يعجبك ايضا