فــــاهميــــــن..!!

محمد غبسي


محمد غبسي –

هل تفهمني..¿ هل تفهم قصدي..¿ هل تفهم ما أعنيه..¿ سؤال تكرسه السينما الأمريكية والغربية عموما في جميع الأفلام وكلما طرح السؤال تكون الشجاعة والصدق هي جوهر الإصابة سواء بالفهم أو عدم الفهم.
كلما طرح هذا السؤال أتذكر مئات الأسئلة من نفس النوع طرحت علي خلال مراحل الدراسة المختلفة وفي البيت والمسجد والشارع.. لكن إجابتي كانت كاذبة دوما في أغلبها.
ففي الفصل الدراسي كنا نجيب بصوت جماعي «فاهمين» مع أن أغلبنا لم يفهم شيئا من الدرس فيطلق المعلم سراحنا من القاعة فحسب.
يبدو أننا إلى اليوم ما زلنا لم نفهم حتى السؤال نفسه ناهيكم عن الموضوع أو الدرس الذي يتكون منه هذا السؤال دوما.
ما أحوجنا اليوم إلى إجابات صادقة وشجاعة لإنقاذ هذا الوطن وانتشاله من بين فكي الجهل والجوع.
ننتظر اليوم إجابة صادقة من المسؤول والفقيه والمعلم والطالب والصديق ومن كل ذي عقل يعيش على أرض هذا الوطن بحاجة إلى أن نعلم أبناءنا أهمية الصدق في الإجابة عن هذا السؤال في المدرسة لأن عواقبه وخيمة وتتضرر الأسرة والمجتمع معا من هذا الخجل الذي يمنع الأبناء من التعلم والبحث عن المعرفة.
نعم فالخجل عند البعض يمنعه من أن يصرح بعدم الفهم والبعض الآخر يمنعه الغرور أو ادعاء المعرفة المسبقة .. ولن يكتسب أبناؤنا هذه الثقة والرغبة في التعليم ما لم نبدأ نحن بالإجابة عن أسئلتهم بكل صدق.
يجب أن نتخلى عن هذه الإجابة الجماعية «فاهمين» فالسؤال بحاجة إلى إجابات منفردة وجادة لا يجب أن نتسرع دوما حتى نفهم السؤال وما وراءه.. يجب أن يفهم السياسي ماذا يريد الشعب.¿ قبل أن يدخل في لقاء صحفي أو يظهر في حوار تلفزيوني.
يجب أن يفهم المعلم ماذا يريد الطالب قبل أن يحتفل بيوم المعلم يجب أن تفهم الأحزاب ما حاجة الشعب إلى وجودهم وحراكهم السياسي.
يجب أن نفهم ونتساءل عن معنى الصوم في ما بيننا وبدون إحراج فالمعرفة تشترى بالأسئلة لا بالمال أو الجاه ولا المنصب .. وشهر مبارك على الجميع.

قد يعجبك ايضا