لنعبر عن واقعنا كما هو
منير أحمد قائد
منير أحمد قائد –
على الرغم مما مثلته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة من خيار ممكن ومناسب لحل الأزمة السياسية فإنه وبعد مضي بضعة أشهر على بدء تنفيذها ما زالت الحياة العامة لأبناء المجتمع تتزاحم فيها المشاكل والتحديات ولم يتصوب الخطاب السياسي والاعلامي الوطني بكل مكوناته ليتسق مع روح الرابطة الوطنية بين كل أبناء اليمن الواحد فيما الدولة اليمنية مثقلة من استمرار محاولات وظواهر إضعاف أدائها ودورها وهيبتها ولم يطف على سطح المشهد السياسي والمجتمعي الوطني راهنا رؤى ناضجة ومكتملة تساعد على تشخيص معطيات وتفاعلات الواقع الوطني بمنطق عقلاني وموضوعي يحد بتاثيره وفاعليته من التناقضات الحادة في حراك هذا الواقع وكذلك لم تبرز على هذا المشهد قراءات وطنية عميقة ومنصفة لهذا الواقع من حيث التقييم العلمي الأمين والصادق لما شهدته البلاد من أزمة سياسية العام المنصرم وحقيقة بواعثها وأسبابها أو من حيث التأمل والتفأول والاستشراف الواعي لمستقبل الوطن أو القراءة التحليلية الاستراتيجية الوطنية لما يعتمل في الواقع وعلاقته وخصائصه ومكونات قوته الفاعلة والكامنة مع محيطه الإقليمي والدولي الذي يشهد نشاطا قويا وفاعلا بكل السياسات والاستراتيجيات المتناقضة والمتصارعة على المصالح والإسهام في إعادة صياغة وتشكيل الخارطة الجيو- سياسية اقتصادية للمنطقة العربية وكل هذا يبرهن على أننا كقوى سياسية وفعاليات مجتمعية وكيانات تأطيرية يمنية لم نرتق حتى هذه اللحظة إلى مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى الملقاة على عاتق الجميع دون استثناء ومصاف الفعل الوطني الجمعي المأمول والمطلوب في هذه الفترة الزمنية الراهنة الاستثنائية وهي تؤكد بتفاعلاتها المختلفة المتناقضة والمتداخلة والمتشابكة على ضرورة وخيمة أن في أن يساهم كل أبناء اليمن وكل قواهم السياسية في اكتشاف طريق المستقبل الوطني المشرق والواعد الذي يبدأ من القضاء على ظاهرة استمرار تحولنا كيمنيين إلى أدوات اصطراعية ترجمة لصراعات اقليمية ودولية ونعي جميعا أن هذا الطريق الذي سنسلكه كخيار وطني حتمي سنصل عبره على المدى القريب والمنظور إلى أن نعبر بكل وضوح وصوت مسموع عن ذاتنا وماهيتها الوطنية والإنسانية والحضارية وهذا يتطلب أن يكون خطابنا السياسي والإعلامي والتنويري والتربوي والثقافي والديني والفكري الوطني خطابا مجذرا للروابط الوطنية وفي مقدمتها وحدة الهوية والانتماء والوحدة الوطنية وللقيم الإنسانية المتأصلة في ثقافتنا الوطنية وتراثنا التاريخي والحضاري وذاكرتنا الوطنية الحية منذ الازمات الغابرة في الإخاء والمحبة والوئام والسلام والتسامح والتعايش والمودة والألفة والتعاضد وغيرها إضافة إلى قيم العدل والحرية والديمقراطية والقبول بالآخر.
إن الوطن باق والأشخاص زائلون ويبقى معه التاريخ الذي لا ينفصل عن الجغرافيا لذلك يجز في نفس كل مواطن يمني غيور على وطنه أن لا تكون كل القوى السياسية والفعاليات التنظيمية المختلفة عند مستوى روح الوفاق الوطني بعد مضي أكثر من ستة أشهر على بدء تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقد حملت في الكثير من مضامينها فرصا تاريخية متاحة لكل أبناء الوطن في الانتقال إلى واقع جديد ومنحتهم الحق في الإسهام والمشاركة بتحقيق ذلك المرتكز على الروابط الوطنية والضوابط القيمية والأخلاقية لتحقيق التغيير