البكاء على أطلال “سبأ”

محمد الصعفاني


محمد الصعفاني –
< لن أنسى ماقاله مدير وكالة الأنباء السعودية خلال زيارته لوكالة الأنباء اليمنية سبأ عقب اطلاعه على التجهيزات العالية التي وصلت إليها أثناء استماعه ومشاهدته لتقنية الرصد الإذاعي والتلفزيوني وأسلوب المتابعة والرصد للمحطات التلفزيونية العربية والدولية وكيف أن لها السبق عربيا في امتلاك تلك التقنية وفي ضوء خارطة وخطة نشاط إعلامية دقيقة لأهم التطورات والأحداث العربية والأجنبية .
< لن أنسى إعجاب تلك الوفود والزيارات الرسمية والتدريبية التي كانت تقصد الوكالة للإطلاع والاستفادة مما وصلت إليها وكالة اليمن الرسمية والمصدر الاخباري الأول والرئيس لمختلف الوسائل الإعلامية الرسمية والأهلية .
< لن أنسى الوكالة التي قدمت خدماتها الأخبارية الجليلة للدولة والمجتمع ومتابعة وتغطية كل الفعاليات والأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والشبابية .. الخ .. ولن أنسى إجادتها وفق سياسة إعلامية وإخبارية ذات مهنية عالية وبآلية هيكلية تنظيمية ولائحية دقيقة ومشهودة .. الوكالة التي أصدرت البحوث والدراسات والنشرات فضلا عن الحوليات المتخصصة والإحصائيات والتوثيق .
< لن أنسى القاعات المفتوحة التحريرية منها والإخبارية والبحثية والصحافة الالكترونية حيث كل شيء يتم إنتاجه فوق طاولاتها المستديرة من قبل خبرات صحفية وبتجهيزات فنية حديثة لاستقبال وإرسال الأخبار المحلية والخارجية والرسائل القصيرة .
< ثم لن أنسى تلك الأيام المشؤومة التي عاشتها تلك المنارة الإعلامية لا لذنب سوى أنها انتهجت سياسة إعلامية وسطية عنوانها المصداقية والمهنية والموضوعية .. لا لذنب سوى أنها سكنت منطقة كانت محل صراعات وتجاذبات سياسية وشخصية أثمرت تخريبا ونهبا لمحتوياتها وإحالتها إلى خبر كان فاقدة المبنى والمعنى .
< وإذا كان هناك من سؤال مشنوق منذ عام كامل على النكبة فهو أين قيادة الوكالة التي لا تزال مرتعشة عن عمل أي شيء لإعادة ما أفسدته تلك الأيادي الآثمة وأين دور وزارة الإعلام وحكومة الوفاق من مصدر اليمن الأخباري الأول والناطق الرسمي باسم الجمهورية اليمنية ثم أليس من الظلم أن تتحول الوكالة إلى مزار مشوه من العبث والفرجة واللامبالاة .. ثم لماذا سكتت أقلام العاملين فيها خصوصا الصحفيين الذين قبلوا بتفرق أيدي سبأ على هذا النحو !!
< وإلى أن نجد من يعيد للوكالة مبناها ومعناها ومكانتها وتاريخها ووثائقها الإعلامية الهامة أختم بالقول هل نحلم بعودة الخبر والتحليل والرصد والصورة إلى أحضانها الحقيقية .. وهل سيلتئم شمل العاملين مرة أخرى إلى حضن الوكالة التي سادت ويراد لها اليوم أن تباد!!!.

قد يعجبك ايضا