ساعة زفاف الماء!!
–
مدير المؤسسة: انقطاع الكهرباء يعرقل الضخ ونحن غير مقصرين
المواطن شهاب: أحياء مستفيدة وأخرى محرومة
المهندس عبدالودود : مواطنون يؤجرون مولدات كهربائية لشفط الماء
د.صلاح: 52% من مشاريع مياه مدينة صنعاء للدولة والباقي بجهود خاصة
تحقيق/يونس الشميري
يوما بعد يوم تزداد مشاكل مياه الشرب في بلادنا تفاقما وحدة ولم تكن امانة العاصمة بمنأى عن تلك المنغصات التي جعلت واقع المواطنين مشحونا بالتذمر والشكوى.. وما بين شكاوى المواطنين وشحة الماء وعدم وصوله في احيان كثيرة إلى عدة منازل كذلك البعد الزمني الذي يستمر لأكثر من عشرة أيام بين كل زيارة (لا تستمر سوى ساعات معدودة) وزيارة أخرى للماء إليهم وبين توضيحات وردود المعنيين كان هذا التحقيق الذي يحمل بين طياته ايضا حقائق علمية زودنا بها أكاديميون معنيون بهذا الشأن الحيوي والمهم لاستمرار بقاء كل كائن حي على قيد الحياة فإلى التفاصيل:
المواطن هزاع أحمد يسكن منطقة الدائري بأمانة العاصمة قال أن الماء لا يصل إلى منزله وعدد من المنازل المجاورة له في اغلب الاوقات بسبب عدم غزارته مبينا انهم يضطرون لشراء الماء من خلال الوايت وبمبلغ لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال للوايت الواحد وهذا المبلغ يأتي بعد طول مساومة مبايعة مع صاحب الوايت الذي يطلب في بداية الامر أربعة آلاف ريال ثم ثلاثة آلاف وخمسمائة وبعد أخذ ورد يتوقف عند مبلغ ثلاثة آلاف ريال كحد أدنى للمناطق القريبة من مصدر التزود بالماء.. وهذا ما اوضحه علي جميل صاحب وايت من انهم ياتون بالماء من آبار في منطقة حدة أو آبار في منطقة عصر في حين يرتفع المبلغ في حالة بعد المنزل الذي يحتاج للماء من هذه الآبار.. وبهذا الخصوص تساءل محمد ناجي- مدرس- حول نقاوة المياه التي تأتي من خلال الوايتات وصلاحيتها للشرب كونها تأتي مباشرة من الآبار من غير تعقيم وكذلك جاهزية هذه الوايتات من حيث النظافة وانعدام الصدأ والاغلاق المحكم لخزان الماء حتى وإن كان فارغا.
ويرى المواطن شهاب علي ناصر أن زيارة الماء لساعات معدودة فقط هي السبب في عدم حصول البعض عليه موضحا أن الاقبال المتزايد من الجميع من أجل الحصول على الماء عند وصوله يعمل على استحواذ قسم من المواطنين على جزء كبير من الماء وربما الكمية بأكملها وينتج عن ذلك استفادة البعض وحرمان آخرين.
ويذهب عدد آخر من المواطنين إلى أن ضعف دفع الماء هو السبب الأول والاخير في عدم وصوله إلى بعض المنازل وتباينت وجهات نظرهم حول المسؤول عن ذلك فمنهم من أشار بأصابع الاتهام إلى مؤسسة المياه وقال إنها تضخ الماء إلى المنازل الا بكميات قليلة وساعات محدودة ومنهم من ألقى باللوم على جيرانه ممن يمتلكون شفاطات ماء وقال إن هؤلاء هم السبب في الاستحواذ على الماء وحرمان الآخرين منه.
زيارة ولكن!
للماء وهو لايزال في باطن الغيب شأن في توثيق عرى التعاون وحب المنفعة للغير فمع توارد الأنباء بقرب مقدمه إلى الحارة في اليوم الفلاني أو الليلة الفلانية تبدأ مرحلة التواصل لنقل البشرى بين الجيران وحالهم في ذلك اشبه بمن يترقب حدثا مهما وكل فرد منهم يرى من الأهمية بمكان أن يكون هو صاحب السبق في اعلام الآخر بموعد زفاف الماء ولعله يريد من ذلك تذكيره لئلا تفوته ساعة اللقيا أو لعله يبشره بقدوم ذلك الضيف الذي سرعان ما يحزم أمتعته معلنا الرحيل ليحظى منه بنظرة على عجل وما أن يحل بالزائر المقام حتى تبدأ حينئذ حالة يمكن وصفها بأنها لحظة سباق مستميت للاستحواذ على قطرات الماء التي جعل منها الخالق سبحانه وتعالى «كل شيء حي».
لكن المهندس حمدي قائد يصف استعداد البعض لهذا الزائر العزيز واستقباله بالشفافطات التي تعمل بالكهرباء بأنها حالة من جفاف الضمائر عند البعض ممن عميت ابصارهم وصمت اذانهم عن رؤية وسماع جيرانهم وهم يلهجون بالشكوى لعدم وصول الماء إلى منازلهم في تلك الساعات التي قد لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة ورأى أن ذلك يعد انانية مفرطة لا ترحم من لا يمتلك تلك الشفاطات ولا تدع له فرصة لوصول الماء إليه إن هم اوقفوا استخدامها ولو لوقت وجيز بعد امتلاء خزاناتهم فهم لا يكفون عن شفط الماء حتى يلفظ انفاسه الاخيرة وهم إلى ذلك يتناقلون بعض تلك الشفاطات من منزل إلى اخر بحسب القرابة والمعرفة غير آبهين بأسر لا تمتلك قطرة ماء واحدة وقد تضطر لاستدانة ثمن وايت الماء أو لجلبه من المساجد بجهد كبير وبكميات قليلة لا تكفي لاستخدام ساعة واحدة.
وبذلك يكون على هؤلاء المستحوذين إثم حرمان اناس من حقوقهم في الحصول على الماء وكأن هؤلاء المحرومين تنقصهم المعاناة في حياتهم اليومية ليأتي هؤلاء بدورهم لأخذ نصيبهم ونصيب غيرهم من اساس عصب الحياة في انانية لسان حالها يقول (أنا والطوفان من بعدي).
الشفط الجائر
يبدو أن معضلة شفاطات الماء