الوحدة بريئة من أخطاء النظام الذي نقل البراميل من الجغرافيا الى القلوب

حاوره صلاح سيف


حاوره/ صلاح سيف –
لا نلهث خلف تقاسم المناصب, ولكن نريد عودة كوادرنا
صالح ناجي الحربي برلماني سابق وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي, وأحد أبرز قيادات الحزب المؤيدين لمطالب الحراك الجنوبي في حل القضية الجنوبية حلا عادلا يرضي تطلعات أبناء الجنوب, لكنه لم يتردد لحظة لتوجيه النقد لبعض السلبيات والأخطاء الصادرة عن الحراك وبعض قياداته من خلال كتاباته الصحفية الهادفة إلى تقويم الحراك وتجسيد خطابه النزق وهو ما لم يجرؤ على فعله قيادات كبيرة في الحزب والتي آثرت الصمت حتى وصل الحراك إلى ما هو عليه اليوم من تطرف وتشظ حيث لم يعد بإمكان أنصاره وبعض قياداته أن تقبل بالرأي المخالف أو بوجود قوى سياسية أخرى على الساحة الجنوبية, مما جعل أنصار الحراك يتصادمون ويشتبكون في الشوارع مع بعض قوى الحراك الموالية للرابطة أو شباب الثورة, كما حصل في شهر مايو الماضي, ما جعل صحيفة «الثورة» تطرح العديد من الأسئلة على القيادي صالح الحربي الذي أجاب على كل التساؤلات التي طرحناها له في هذا الحوار..

> كيف تقرأ المشهد السياسي في ظل المتغيرات الجديدة التي أفرزتها ثورة الشباب ¿
-أعتقد أن الوضع يتجه نحو التغيير لا محالة رغم وجود معوقات  وتعقيدات كثيرة لكن المحصلة النهائية هي التغيير  ولم يعد بعد اليوم بإمكان أي قوى قبلية أوعسكرية أن تسيطر على الوضع كما تريد لفرض أجندتها بالطريقة التي تريدها مثل ما كان الوضع قائما بالأمس, لذا أعتقد أن الوضع يسير باتجاه  أفضل وأتمنى أن تكون فاتورة التغيير غير مكلفة كثيرا ,حيث أن التعقيدات الموجودة مازالت تتطلب جهودا وتضحيات كثيرة حتى يتم بناء الدولة المدنية الحديثة على أرض الواقع ,دولة العدل والمساواة توفر الخدمات لمواطنيها بعدالة بغض النظر عن انتماءاتهم المناطقية والمذهبية والساسية, فثورة الشباب أسقطت فكرة أن من يرأس الدولة يملك البلاد والعباد.
> يبدو أنك متفائل بأن ثورة الشباب قد حققت التغيير المنشود¿
-نعم, أنا متفائل فثورة الشباب قد حققت بعض أهدافها وليس كل أهدافها لأن الطموح شيء والواقع شيء آخر والثورة اصطدمت بواقع صعب ومعقد جدا.
> إذا ما الذي أنجزته ثورة الشباب حتى الآن باختصار¿
– أطاحت برأس النظام القديم ووضعت صوره للدراسة لمن أرادوا أن يتسلقوا على ظهر الثورة كي يفرضوا أنفسهم من جديد للوصول إلى مبتغاهم وأهدافهم , لكن لا يمكن أن يحققوا مطالبهم كما يريدوا لأن زمن الهيمنة والاستحواذ والمن قد ولى بفضل ثورة الشباب التي فتحت أفقا جديدا لبناء دولة حديثة وفق حاجة المواطن الذي يتطلع لمستقبل أفضل ومزدهر , بدلا من وضع اللادولة الذي كان سائدا سابقا حيث أن المجتمع الدولي والإقليمي لا يمكن أن يتعاطى معنا ويحترمنا إلا إذا كانت لدينا  قيادة  مقبولة شعبيا تدرك أنها خادمة للشعب وليست مالكة له.
>تبذل لجنة التواصل جهودا مضنية من أجل التحضير لمؤتمر الحوار  الوطني هل تعتقد أن الأجواء أصبحت مهيأة لعقد مؤتمر الحوار¿
– في اعتقادي أن الأجواء مازالت غير مهيأة لعقد مؤتمر الحوار الوطني نظرا لوجود الكثير من المنغصات, ولكي تصبح الأجواء مهيأة ينبغي على حكومة الوفاق تنفيذ الإجراءات التالية:
-إخضاع كافة وحدات وتشكيلات الجيش والأمن لسلطات الدولة.
-تطهير محافظات أبين وشبوة والبيضاء من الجماعات الإرهابية.
– إجراء الحوارات التمهيدية للحوار الوطني مع مختلف المكونات وتحديد مساراته.
– تحديد المسار الذي ستعالج فيه القضية الجنوبية بوضوح.
> قدم الحزب الاشتراكي ( 12 ) نقطة وطالب من حكومة الوفاق تنفيذها من أجل التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني, هل ترى أن هناك استجابة من قبل حكومة الوفاق لما طرحه الحزب¿
– للأسف حتى اللحظة لم نلمس أي رد فعل إيجابي من قبل حكومة الوفاق أو القيادة السياسية أو من قبل الأطراف السياسية الأخرى سواء في الشمال أو الجنوب تجاه ما ورد في بيان الأمانة العامة للحزب الاشتراكي.
> هل تنسجم النقاط الـ(12) التي وردت في بيان الأمانة العامة للحزب مع ما تطرحه منظمات الحزب الاشتراكي في الجنوب أم أنها مازالت بحاجة إلى إضافات أخرى¿
– اعتقد أن النقاط التي وردت في بيان الأمانة العامة أخذت جوهر القضية ولب المطالب وبالتالي فمنظمات الحزب في الجنوب ربما لها مطالب أكثر لكنها لو شعرت بأن هناك حسن نوايا من قبل الأطراف الأخرى في التفاعل مع تلك النقاط  قد تبدي رغبتها وموافقتها على  النقاط كلها.
> لكن البعض يرى أن وضع الشروط ليس وقته الآن قبل الذهاب الى مؤتمر الحوار حيث من حق أي قوى أن تطرح رؤيتها على الطاولة طالما أن سقف الحوار مفتوح¿
– الحوار الوطني سوف يأخذ أجندة معينة ولا يمكن أن تطرح كل التفاصيل على الطاولة فنحن في الجنوب لدينا شعار في القوة الجوية

قد يعجبك ايضا