معارك اللون.. وجماليات الإصرار في زمن العتمة

محفوظ عبدالله حزام

محفوظ عبدالله حزام –
جميلة عباد تجعل من الحزية هي المسيطرة تماما على مجمل فضاءات نصوصها البصرية لا تكرر اللون في كتلة واحدة إلا في النادر تشتغل نصوصها بعفوية جدا لكنك تجد محبة كبير وعلاقة راقية بينها وبين اللون تضحكك ألوانها لأنها تضفي لك بهجة في الزمن الأرعن وهذا بحد ذاته رسالة لا أجمل منها ولا أبلغ لا تبالغ في اسلوبها لكنها تسكنك حيث الصمت والتأمل بسيطة لكنها مدركة أن البساطة من الصعوبة جدا أن تمتلكها.
رائع أن تأخذك نصوصها نحو الخلاص من العجاج والعجئة والموت السريري أو الفجائي وما إن ترى نصوصها تجد ذاتك متمكنة من تفاصيل الوجود لا تجد في نصوصها غربة أو وحشة وعناصر لوحاتها تتحرك نحوك بسهولة وبلغة واضحة سلسلة وأفكار فلكلورية أصيلة.. ومنذ عقد من الزمن أتتبع اسلوبها خطوة خطوة وبتأن شديد وجدت بأنها فنانة إنسانة ليس لديها مأزق سوى أنها تهوى الفن والسكون التام والطموح المشروع.

إصرار جدا مدهش وجميل
نبيل البدوي: المتابع لأعمال نبيل البدوي يجد خطواته تتعرف بفضاءات التشكيل بخاماته وأبعاده وأساليبه الاكتشاف الذي تقرأه على سطح لوحاته من ناحية الاشتغال على الألوان وتوظيفها تزيدك وضوحا ورضوخا مع الذات والمحيط وتعوضك عن واقع جميل كثيرا ما فقدناه وأحيانا تجده يضعك في مأزق حاد خاصة حين يستدعي مفردات ليست من الواجب أن تكون حاضرة لما تمثل من انفصال تلقائي بينك وبين ما تراه وأحيانا قد يكون جدا صائبا في اختياراته لكنه لم يشتغل عليها بطريقة ترقى إلى إمكانياته التي أعرفها تماما.
أتابع الفنان على أكثر من مدار وتعجبني جدا ثمة أدوات لا يجيدها إلا هو لأن فيها الشيء الكثير من ذات نبيل وقد يفجعك جينا حين يتمرد عن ذاته ويذهب إلى ذات فنان آخر كنت أقول إن ذلك عن غير وعي لكثرة متابعته للمشهد المحلي والغربي والعالمي لكن حين سألته في مشاركته الأخيرة وأيديت له ذلك بمحبته وجدته يعي ذلك تماما لكنه اعترف أن ذلك تقدير واعجاب واعتراف بأفكار الآخر وهنا أقول: ربما ذلك صائبا إلى حد ما متى ما كان الشخص مقتنعا بما يصنع.
الخشية وثالثة الآثافي هي
أن لا تعرف ما تصنع!
نبيل البدوي يوارب كثيرا في مساحات نصوصه ويشدك في غمضة عين حين تجده متحمسا لما أنجز وهذه صفة ربما تجعله يوما ما يقف على صراط اسلوب صرف لا يخص أحد سواه..
مرة أخرى المتابع لأعماله يجده كأنه يرى أكثر من عمل لأكثر من فنان لعل هوسه بالأساليب الاستشراقية تجعله في موطئ مرتبك.. لكنه وضعني في وطن آمن حين رأيت له أعمالا حديثة استطاع أن يرصد له في ذاكرتي اطمئنان على مشواره و في القريب جدا سيصبح على عتبة الاستقلالية والخصوصية..
وعلى الرغم من أن البدوي محير كثيرا كما الواقع لكن إصراره جدا مدهش وجميل.

اسلوب يحكي حكايات ويؤصلها
ندى إسحاق: أجد نفسي أمام شفافية في الوعي اللوني لكنها بتنوعها في فتح خلالها تجد ندى تجسد اغتراب مع الذات للذات حينا وحينا تكشف كل شيء كلوحة الشطرنج ذلك الغموض المفتوح غموض حين تراها ككتلة وأدوات الشطرنج تسيطر على مساحة اللوحة وما إن تتقدم نحو زواياها تجدها قد أصلت حكايات الإنسان مع أخيه الإنسان خاصة الرجل مع الأنثى كسنة كونية أيضا توسع من دائرة التقاطعات الذي كأنه يعكس واقع تحدي عجيب يلامسها كثيرا لذلك نجحت في مشوارها العلمي ولا يبتعد كثيرا ذلك الفن على تخصصها فالهندسة أيضا فن وطالما اختارت وبصدق الفن وسيلة تعبير ستغدو يوما ماضية على درب يخصها في مجال التشكيل ولقد لمست ذلك من أربعة نصوص أخيرة بدأت في زمن قريب بشق اسلوب يحكي قصة فتاة فنانة شابة وسيحسب لها يوما أن أحلصت أكثر للرسم طبعا فحتى يغدو الفنان حيث يريد لا بد من عطاء مناسب لما يؤمن به فممارسة التشكيل هو علم والعلم بطبيعته بقدر ما تعطية يعطيك.

أخيرا
أحسب أن الإنسان لن يسلم من القمع المترصد له في كل مكان ولذلك ستبقى وسيلة التعبير الطبيب الناجح.. وهل هناك وسيلة أجدى تعبيرا من الرسم ربما.

قد يعجبك ايضا