بث تجريبي لحكاية أخرى

خالد الحيمي


خالد الحيمي –
سفر الماء
تغري دروبها بالتمرد على وجوم الحجارةوتوجس الأشجار تسائل ساقية أعطبتها نزوات الطقس عن سر لونها البنيوتسكب الخرير ضحكة عذبة تلامس الروح. هكذا يتسنى لها ـ بلا توتر ودون أن تنكص بأعقابها الخيبة ـ أن تنوع الخطى على المسلك الأدرد وتمضي صاخبة المعنى لسفر لا يعرف مسميات الغربة .

عبث يتكاثر بالانقسام
اتبع الراعي ظله فأمسى في اليباب ودون أن يهلك أضاع نعاجه وعاد بضرع ينز دما. قال : إن ذئبا- بحجم جبل غيمان- التهم القطيع.
كانت أخبار سيئة السمعة قد سبقته أطلت بوجه أصفر وحنجرة منتفخة وبدأت بثها التجريبي ذبل الكلام على الأفواه واستلقى على الأفق عبث يتكاثر بالانقسام!

إصرار
ظلت الجرادة طريقها وخرجت من السرب واتخذت لنفسها طريقا صعبا لم تكن تريده. أوقفتها كتائب النمل أكثر من مرةوجردتها من سلاحها الافتراضي لم تعد تستطيع الطيران أو حتى القضم لكنها لم تمت واصلت سيرها حتى الختام!!

أسطورة لا يتذكرها أحد
نسيت ساحرة شابة عصاها على جبل يناطح الغيم وعندما عادت لتأخذها كان التعب قد نال منها فجلست تستريح قليلا.. أغمضت عينيها وتوسلت للنوم أن يمنحها بعض الراحة لكنها تفاجأت بالجبل الغادر يداعب ثدييها ويهم باغتصابها فاستشاطت غضبا وألقت عليه لعنة أصابت الجبال جميعا. من ذلك الحين والجبال كائنات جامدة تمارس الشرود لا تنظر إلى الأعلى لذا لا ترى السماء قريبة منها!

هجس بريء
أنكرت الغابة أن تكون الوحشة ابنتها الشرعية واتهمتها بالمجازفة والتهور والعبور إلى فضاءات تميل إلى التماهي والتعدي على قلوب فقدت إلفها. لم تكن الغابة تعرف بالسر الذي استعصى على الفهم فكلما أخذ بزمامها الهجس البريء تحن إلى ابنتها التي أنكرتها وتركتها تستوطن غابات الإسمنت والحديد!

وجوه تفيأتها السذاجة
ذات غيم استثنائي دنت السماء من التلال القريبة وألقمتها أثداءها البضة سالت الرغبة حتى غطت كل شيء فاستيقظ مارد الوادي- الغاط في سبات أزلي- غاضبا وأطلق صرخة هائلة أسقطت الصخور العظيمة من عليائها وصنعت أخاديد على السفوح. لم يكن بمقدور أحد أن يوقف غضبه امتلأت القلوب بالخوف وارتسمت الحيرة على وجوه تفيأتها السذاجة لكن المارد اندفع عالياعاليا جدا ثم سقط على الأرض جثة هامدة..
«كانت الديدان تنخر في رأسه وكان يحلم بفرصة أخيرة للعودة إلى سباته».

تذكارات لزحام النسيان
عندما اندلقت الريح من رحم الكينونة تهيأ لها أنها تمتلك حسنا فريدا وقوة كافية لتبسط نفوذها على القلوب. استنفرت قواها وانطلقت تشبع غرائزها بلا توقف تعصف بها الأنانية ملكة مجهولة بشعر مسترسل وخاصرة هلامية سكرى بممالك وحصون تمارس الرقص- بلا حشمة- على موائد الملوك وتنام على فراش من تهوى !
كانت تأخذ قلوبهم تذكارات لزحام نسيانها! وتنتزع ممالكهم قرابين لجنونها !
عاثت فسادا بكل ما ظفرت به لكنها لم تظفر بما تريد. وحيدة جلست آخر الدرب تعوي كذئبة جريحة ووحيدا كان الليل يتسكع بسبحته الطويلة ساعة السحر عندما باغتته وتعلقت بأهدابه ورمته بجرمها. لم ينزعج الليل ولم يرتبك. هادئا جلس بجوارها ومبتسما رفع كفيه إلى السماء:
لتكن هذه المحتدمة العاصفة.. أمة لي أولتكن نسيما يداعب وحشتي المظلمة.

قد يعجبك ايضا