التصدعات.. والمواطن الحسرة..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 - فعلا.. الناس فين وإحنا فين..
مؤسسات الإبداع في كوريا الجنوبية تبتهج بستة عشر ألف براءة إختراع ونحن نحتفل بمثل هذا العدد من البرع "والتبدع
عبدالله الصعفاني –

مقالة

فعلا.. الناس فين وإحنا فين..
مؤسسات الإبداع في كوريا الجنوبية تبتهج بستة عشر ألف براءة إختراع ونحن نحتفل بمثل هذا العدد من البرع “والتبدع”.
> برع سياسي وبرع اقتصادي وهلع معيشي ومثابرة في خلق التصدعات.. وأزمة مفارقات ومقارنات وإنقسام حتى على مرسي وشفيق ..! مقارنة بين آخرين أجادوا زراعة المفاهيم الإيجابية عند أطفالهم وبين حال مايزال فيه آباء يحرضون اطفالهم على أن يمضغوا القات إلى جوارهم ويتمنطقون بالسلاح لإثبات رجولتهم في المهد وإذا غادروا إلى الشارع لا يتركون كلبا أو قطة أو عصفورا أو ثمرة أو طاقة إلا ووجهوا إليها حجار أقواسهم حتى زادت إعداد الحيوانات التي تمشي على إثنتين وثلاث «كمشية العرنجل» كما قال الأصمعي هل هذا السلوك عرضي أم متجذر.¿
> أبجديات العصر تقول لنا من الضروري أن يتمتع الجيل الجديد بالمعرفة ليصنع نفسه في عالم التميز والإبداع.وذات الأبجديات تنصحنا بأن نحرم أنفسنا من كل شيء لنعلم أبناءنا.. غير أن معظم مواردنا الأسرية تتحول إلى هدف طائش في أسواق القات وحوانيت السجائر وبسطات الشمة سعيا إلى كوابيس السرطانات المتربصة.
> في مدارسهم يصنعون الحب الحقيقي للوطن بينما اكتشفنا قدرا مخيفا من الإنخفاض في منسوب محبتنا لبلادنا.. أطفال يغادرون مدارسهم الإفتراضية إلى منافذ هجرة لاترحم وشباب يغادرون المصانع والمزارع الإفتراضية إلى شرانق التطرف والإرهاب وقنوات تبث على مدار الساعة «الحقوهم.. اليمنيون يموتون جوعا» فيما نكتفي من الموقف بأسئلة الحيرة المتأخرة متى يكون حب اليمن سجية عامة وليس مجرد عبارة في خطاب أو تكلفا على صدر صحيفة صفراء أو مذيع فضائي بليد أو سياسي يقتل القتيل وينعيه ويمشي في جنازته.. بل ويطالب بإخراج الحي من الميت..!!
> لماذا لا نأخذ بما قاله حكماؤنا القدامى عن التعليم وعن الزراعة وعن حب الوطن..¿ وهل ما يحدث الآن من غش فاضح وقتل لم يسلم منه مدير مدرسة «السبطين» في مديرية السبرة ونقل مراكز امتحانية هربا من الغش بالإكراه وتحت ضوء الشمس البيضاء ثم ما هو تأثير ثقافة الغش على طلاب وطالبات المراكز الامتحانية المحكومة بقواعد الانضباط والنزاهة¿ ولماذا جعلنا نسبة كبيرة منهم يعانون من القلق واضطرابات الذاكرة ومشاعر الاكتئاب متأثرين بغياب العدالة وعدم تنقية التعليم من الشوائب والأدران وبما يلبي مقتضيات العصر..
> طلاب يشكون التعليم الرديء ومعلمون يتحسرون على ماضي «كاد المعلم» ويشكون واقعا معيشيا لا يأخذ في الاعتبار أنه ليس للمعلم غير راتبه فيما لا علم لنا بدلالة ما قاله اينشتاين: «إذا كان المعلم يأخذ أقل من السباك» فلن يكون هناك معلم أو سباك.
> هل أقول يا عقلاء بأن أولويات ما بعد الثورة أو ما بعد الأزمة وما قبل وما بعد الزمن الانتقالي أن تضع الحكومة الأساس التعليمي الصائب وتنقي هذا القطاع من الشوائب.. هل تفعل وزارة التربية والتعليم ومن ورائها الحكومة شيئا أم أن الجميع سيواصلون الانشغال بإثبات أن اليمني ليس إلا المرادف للحسرة..¿

قد يعجبك ايضا