أين المثقف¿

عبدالرحمن بجاش


 - من هو المثقف أولا¿
- والله ما لي علم هل هو الأديب¿
كثيرون يقولون نعم وأنا أشك فالأديب هذا الذي يقول الشعر ويكتب القصة والرواية أما الذي يرسم ويصور ويدندن يسمونه فنانا!! و«المدندنين» كثروا في
عبدالرحمن بجاش –

{ من هو المثقف أولا¿
– والله ما لي علم هل هو الأديب¿
كثيرون يقولون نعم وأنا أشك فالأديب هذا الذي يقول الشعر ويكتب القصة والرواية أما الذي يرسم ويصور ويدندن يسمونه فنانا!! و«المدندنين» كثروا في هذه الأيام إلى درجة أنك تكره الدندنة ومرفقاتها طيب إذا قلنا أن المثقف هذا الذي يقرأ الواقع قراءة واقعية متعمقة ويتفاعل مع الواقع ويظل جزءا أساسيا منه يدافع عن القيم وعن المظلومين ويتقدم صفوف المناداة بالتغيير ويكون جزءا من الفعل وليس جزءا من الفرجة ولا ييأس ولا يهادن في قضايا وطنية مصيرية ولا يستسلم ولا يرجع إلى الصفوف الخلفية فبهذه المواصفات هل هو موجود¿¿ إذا اتفقنا على تعريفه كذلك فهو بالمطلق غير موجود فقد تراجع إلى الوراء حتى اضمحل وفي ندوة أخيرة على قاعة بيت الثقافة هالني ما رأيت فبالمحسوس لم يكن هناك أحد لا أدباء ولا – حسب تعريفي المفترض – مثقفون فقط قلة من الزملاء الذين لا يزالون يحلمون بغد أفضل معظمهم جاء متأخرا حسب العادة!! هذا المثقف المفترض لماذا تراجع واستسلم وترك الساحة لمن يعبث بها بل قل لنفر يعتبرون هذه البلاد ملكا لهم ولذلك يظلون يجرجرون (21) مليونا وراءهم وكأن البلاد والعباد مجرد عبيد في مزارع آبائهم!!
في لحظة يبدو أنها ستتحول إلى بداية مرحلة من المراوحة مؤشراتها تقول إن اللاعبين من وراء الستار لا يزالون يعبثون ويتحكمون بأدوات ووسائل وقواعد اللعبة في لحظة يظن الناس أننا نسير إلى الأمام فإذا بنا نكتشف كل يوم أننا ندور في حلقة مفرغة يجرنا فيها كجمل المعصرة منú حولونا إلى جمال دائرة طوال أعوام ظننا فيها أننا سادة الفعل بينما كنا وكان الأمر مجرد عبث لمن سرق الحلم والعمر!!
أين المثقف يقول – إذا – للناس البسطاء ماذا يدور وماذا يحدث وأن وطنا سيظل الضحية الأكبر لمن تقاسموه عنوة أو في لحظة غفا فيها التاريخ ولا يزال يطوع حتى اللحظة لصالحهم!! المثقف المعرف ينتظر من السياسي أن يمنحه دورا وهنا المصيبة بكل تفرعاتها والأديب على استحياء لم يعد ذلك السيل الهادر الذي يجرف أمامه كل محبطات الناس والدليل أن ما حدث من فبراير 2011م إلى اللحظة لم يحرك قلما واحدا يقول هذا ما أنتجته من وحي ما حدث!!
الجميع منقسمون بين الستين والسبعين وأصبحوا جزءا من الحركة المرورية فيهما!! أين القصيدة التي تهز بلد¿ أين الرواية التي يلاحق بسببها كاتبها¿ كلنا مواربون وكلنا ننتظر ما سيجود به السياسي علينا وانظر فالأدباء والمثقف اللي ما هلوش لا يستطيعون إدارة حوار مواز لحوار يقال همسا أنه قد تم وبقي الإخراج فقط!!
الآن نحن في لحظة من عدم اليقين فهل يهب المثقف المتواري والأديب المقسوم إلى تبديدها¿ وانظر واسأل : أين اتحاد الأدباء الذي كان بالجاوي والمقالح والبردوني ودماج والدحان وعبدالباري والوصابي والسقاف ووووو يقيم الدنيا إذا وقفت «الحكمة» – فقط – من التوزيع!! فقد كان دولة في ظل غياب دولة استطاع من موقعه أن يقود الحلم إلى التحقق وإن سرقه في ما بعد منú لا يزال يسرق أحلام الناس.
أيها المثقف والأديب أين أنتما¿ أين أنتما¿ أين أنتما¿ لا تتركا الستين والسبعين لعبث المارة وزيادة إيجار البسطات على المساكين فيكفي أنهم حولوا البلد كله إلى مجرد بسطة وتاكسي عابث.

قد يعجبك ايضا