خمسينية الجزائر

محمد حسين النظاري

 - يحتفل الشعب الجزائري الشقيق في الخامس من يوليو من كل عام بعيد الاستقلال 
الخالد عن فرنسا ولكن احتفالات هذا العام تختلف كونها مصبوغة باليوبيل الذهبي 
فالجزا
محمد حسين النظاري –
يحتفل الشعب الجزائري الشقيق في الخامس من يوليو من كل عام بعيد الاستقلال
الخالد عن فرنسا ولكن احتفالات هذا العام تختلف كونها مصبوغة باليوبيل الذهبي
فالجزائريون يحيون الذكرى الخمسين لإرغام المحتل الغاصب بالرحيل عن ارضهم
بعد احتلال دام 132 عاما عاش خلاله الشعب الجزائري شتى صنوف العذاب
والمهانة .
فالاحتلال الفرنسي لم يكن كغيره من الغاصبين لقد حول الجزائر الى قطعة تابعة
له ولم يكتف بنهب خيراتها بل ذهب الى ابعد من ذلك حيث استحل من أجل بقائه
الاعراض والأموال وقام بطمس الهوية الوطنية وتمادى الى محاولات عديدة في
إلغاء الدين عبر تحويل المساجد الى كنائس.
إن ما حققه الشعب الجزائري البطل في الخامس من يوليو من طرد المحتل
الفرنسي ليتوج المجاهد الجزائري بذلك ثورته المجيدة باستقلال بلاده من محتل
حول أرضه لمقاطعة تابعة لفرنسا فعلى مدار 132 عاما مارس المحتل أفظع
أنواع النهب للثروات وسخر كل الإمكانيات لخدمته فقط في ظل حرمان كامل لأهل
الجزائر الأحرار .
إن الاحتلال الفرنسي الذي جثم على أرض الجزائر الحرة ابتداء من عام 1832م
لم يكتف كما قلت باستهداف الأرض والثروات فقط بل ذهب حقده على تراث
الجزائريين ليطمس هويتهم العربية والإسلامية عبر فرض لغة المحتل واستبدال
اللغة الفرنسية عوضا عن لغة القرآن ولغة الضاد ولكن هيهات لمخطط كهذا أن
ينجح في بلد جعل أهله الإسلام عقيدة راسخة والعربية لسانا خالدا ولهذا فقد ذهب
كل مخطط فرنسي لعين إلى مزبلة التاريخ تحت أقدام المجاهدين الذين ضربوا
أروع أمثلة الفداء والتضحية لهذا كله يعد هذا التاريخ ميلادا حقيقيا للجزائريين
الذين جاهدوا لتحرير الأرض وبناء الإنسان وإعادة الهوية وترسيخ التسامح وهو
ما حصل لهذا فينبغي ألا يمر الخامس من يوليو مرور الكرام بل يجب أن يقف
عنده كل عربي غيور على أمته يبغض شتى أنواع الاحتلال
بمناسبة الذكرى الخمسين استضافتني الاذاعة الجزائرية مساء الخميس 5/7/2012
بصحبة اساتذة ومحلليين من لبنان والعراق وفلسطين وموريتانيا وإندونيسيا ومن
خلال ما دار في الحلقة التي بثت على الهواء مباشرة ادركت من خلال ما تناوله
الحاضرون كيف ساهمت الجزائر في اعانة اشقائها من اجل نيل استقلالهم
استشعارا بما عانته وقاسته على يد المحتل.. لقد بينت أن اليمنيين سيظلون يذكرون
وقوف أشقائهم الجزائريين إلى جانبهم في أحلك الظروف فقد ساهم الشيخ الفضيل
الورتلاني عند مقدمه إلى تعز آتيا من عدن ساهم في بلورة أفكار الثوار اليمنيين في
ثورة 1948م وإن لم تنجح حينها إلا أنها كانت الشرارة التي قادت إلى قيام ثورة
26 من سبتمبر 1962 في شمال الوطن والتي تبعتها ثورة 14 من أكتوبر 1963م
ضد الاحتلال البريطاني وما إن أعلنت الجمهورية العربية اليمنية حتى كانت
الجزائر أول بلد يفتح سفارة في صنعاء بعد أن ساهم جيش جبهة التحرير الجزائري
في تدريب الثوار اليمنيين في جبال الأوراس البطلة لن ننسى مشاركة فخامة
الرئيس عبد العزيز بوتفليقه شخصيا في احتفالات بلادنا بالعيد العاشر للوحدة
المباركة وذلك إيمانا من الجزائريين بعظمة الوحدة اليمنية – التي تحققت في عهد
الاخ علي عبد الله صالح-الرئيس السابق- ومعه الشرفاء من ابناء اليمن الذين لولا
دورهم لما تحقق هذا المنجز الخالد ولكونه كذلك فالجزائر تحرص دوما على أمن
واستقرار ووحدة اليمن أرضا وإنسانا..
وهنا نحيي دور جمعية الاخاء اليمنية الجزائرية على احياء احتفالات الجزائر في
صنعاء وندعو الى تكوين اطار مماثل لدى الاشقاء الجزائريين ويستحضرني في
هذا المقام ما دونه على حائطي في الفيسبوك النائب المبدع الاستاذ نبيل باشا :»
نبارك للجزئر عيد الاستقلال هذا الاستقلال الذي ليس مثله استقلال فقد دفع الشعب
الجزائري ثمنا باهظا له وعزاؤنا بالمليون والنصف المليون شهيد أن ما تشهده
الجزائر من تقدم وقرار وطني مستقل وإرادة وطنية مستقلة فهذه المناسبة العزيزة
على كل عربي تمثل رمز العزة العربية وبالتالي علينا اليوم ان نقف اجلالا لهذا
الشعب العظيم ولثورته العظيمة التي قادت الى استقلاله ليقود مسيرة العزة
والشموخ والاستقلال العربي «
نعم فالمتتبع للس

قد يعجبك ايضا