عـــروض رمـضــانــــية

منير سالم بن سعد بازهير

 - عقدت العزم على الترحال والسفر إلى مدينة الفضائل.. وذلك لأوفöر بعض 
الحاجات الرمضانية.. وحينما وصلت إليها لفت انتباهي حي من أحيائها يشع 
بالأنوار.. يقع في مدينة الترغيب والترهيب التي اختطها الحافظ المنذري رحمه الله 
تعالى..ح
منير سالم بن سعد بازهير –
عقدت العزم على الترحال والسفر إلى مدينة الفضائل.. وذلك لأوفöر بعض
الحاجات الرمضانية.. وحينما وصلت إليها لفت انتباهي حي من أحيائها يشع
بالأنوار.. يقع في مدينة الترغيب والترهيب التي اختطها الحافظ المنذري رحمه الله
تعالى..حيث وجدت به محلا كبيرا للعروض الرمضانية السخية التي يرغب فيها كل
إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر.
تعجبت من نفاسة تلك العروض ويسر الحصول عليها مع نفاستها وغالي أثمانها
وصلاحيتها النافعة جدا ليوم المستقبل الأبدي والحياة السرمدية..فقررت أن أتزود
منها بنصيب وافر وحظ كبير..وأحببت أن أقدم لكم ملخصا عن هذه العروض كي
ترحلوا إليها مثلي وتتزودوا من عروضها السخية.. وكنوزها البهية.. وأحيطكم علما
أحبابي أني وجدت بهذا المحل شروطا للانتفاع بعروضه منها:
من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله
وإن صامه .
أن الذين يفطرون قبل تحلة صومهم يعلقون يوم القيامة بعراقيبهم مشققة أشداقهم
وهي تسيل دما لأنهم يفطرون قبل وقت الإفطار .
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .
من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ كفر ما قبله .
وهاك أخي الحبيب أول العروض الرمضانية وهو متضمن لعدة أعطيات ومفاجآت
يقول فيه أفضل من دل على الخيرات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله سلم: أعطيت
أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي : أما واحدة: فإنه إذا كان أول ليلة
من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا وأما
الثانية: فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك وأما الثالثة:
فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة وأما الرابعة: فإن الله عز وجل يأمر
جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري
وكرامتي وأما الخامسة: فإنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا فقال رجل من
القوم: أهي ليلة القدر¿ فقال: لا ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم
وفوا أجورهم.
أما العرض الثاني: فهو في غاية النفاسة لأهل الحجا والكياسة.. يقول فيه الهادي
الدال زكي الخلال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: من تقرب فيه بخصلة من
الخير كان كمن أدى فريضة في ما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى
سبعين فريضة فيما سواه.
وهناك عرض ثالث عجيب ومميز خاص بتفطير الصائمين ولو في أبسط معانيه
وأقل صوره كأن يكون على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة ـ لبن أي شرúبة من
اللبن ـ يقول فيه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام:» من فطر فيه صائما كان
مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من
أجره شيء « فاحذر أخي المؤمن أن يفوتك هذا العرض السخي من المولى الكريم..

وخذ منه بنصيب ولو في بعض الليالي فلا شك أن المسلم لحريص على مغفرة
ذنوبه والفوز بعتق رقبته من النار وتثقيل صحيفته بأعمال البر والإحسان كما أنه

راغب في الفوز بالعيشة الراضية يوم القيامة التي عناها المولى بقوله: (فأما منú

ثقلتú موازöينه (6) فهو فöي عöيشة راضöية) ولهذا فلن يدع الحكيم منا أمثال هذا
العرض النادر أن يفلت من بين يديه إلا وقد تغانمه أتم المغانمة.
وأخيرا أقدم لك العرض الرابع: الذي يقول فيه الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم:
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وفي لفظ آخر صحيح: وما تأخر وأيسر ما
يجمع لك ذلك أن تصلي العشاء والتراويح والفجر في جماعة مع التحفظ عن
معاصي العين واللسان والبطن والفرج وسائر الجوارح وهناك عروض كثيرة لا
غöنى للمؤمن عنها انظرها في مدينة الترغيب والترهيب التي اختطها الإمام عبد
العظيم بن عبد القوي المنذري تجدها جذابة مغرية وسهلة ميسرة.. واحرص أخي
المؤمن على تغانم هذه العروض لأن الفترة محددة بشهر رمضان الذي قال فيه
عارض هذه البضاعة التي لا تبور بل تمتد فترة صلاحيتها إ

قد يعجبك ايضا