يوم لتعز … (364) لليمن!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
أشعر بالندم إذ لم يسعفني سني ولا تجربتي في الاقتراب من رجال كانوا كبارا ذهبوا ولم أعرفهم معرفة عن قرب كثيرون في هذه البلاد من الحكماء خسرتهم واحدا تلو الآخر ولم يعودوا يذكرون للأسف الشديد.
محمد علي عثمان أحد هؤلاء الذين تركوا ذكرى طيبة في أذهان الناس وإن كان كثيرون يأخذون من المشائخ موقفا رسخه في الذهن اعتبار المشيخ نتيجة لممارسة الإمامة في علاقتها بالناس حيث نظر إلى هؤلاء باعتبارهم يدها في الظلم!!
هكذا نظر الناس إلى المشائخ ولا يزالون في الوقت الراهن حيث يلهث كثيرون إلى شؤون القبائل يبحثون عن بطاقة المشيخ وبعمق يمكن الإشارة إلى مشائخ كثيرين على أنهم أسوأ ما أنجبته هذه البلاد سلوكا وممارسة وهل انتهى الظلم من بعد ثورة سبتمبر وإلى الآن¿ وهل توارى المشائخ¿
فوجئت بمقالة طويلة للأستاذ محمد سعيد عبدالله محسن «الشرجبي» وصف فيها الشيخ بأحد «الوطنيين الكبار» وهو ما شد انتباهي فرحت أحدثه بود وأنا أحترم الرجل فقد افترضت أنه أمامي : يا أستاذ محسن كيف ظللتم (27) عاما تصفون وتعلمنا منكم أن المشائخ كلهم مستغلون وإقطاعيون وسبب التخلف كله¿ فالغريب أن اليسار عموما أخذ موقفا حديا من الجميع في وقت كان الشيخ العظيم أحمد سيف الشرجبي يدافع عن اليساريين ويحميهم وكان محمد علي عثمان والإرياني ينظران إلى عبدالقادر سعيد على أنه «الماركسي النبيل»!!
محمد علي عثمان – حسب الأستاذ أحمد الحربي – منú حمى أول مؤتمر للقوميين العرب فرع تعز يوم أن «هدد المصريون بتحويل مؤتمرهم إلى حمام دم» قالها الشيخ : أولادنا سنشكل جيشا شعبيا يحميهم.
في منزلنا بتعز تردد اسم الشيخ كثيرا ومن وقت مبكر ووالدي يعتبر نفسه ابنا روحيا للشيخ الكبير لقد عرفه في المخا يوم أن كان محمد علي عثمان عاملا لها.
جلست إلى صديقي الكبير الذي أحترمه وأعتبر نفسي كما قال «صندوقا» لأسراره وأرتاح أنا لثقته يتحدث الرجل عن الشيخ بإكبار لا حدود له قال : كان كبيرا ذا عقل راجح ننطوي جميعا تحت لوائه يغضب تجاه ما يراه لحظة ظلم لتعز فيغادر إليها نجري كلنا وراءه فيعود لليمن (364) يوما لم أر رجلا مثل ذلك الرجل في حكمته وعقله لقد كنا مقتنعين بأن يترأس البلاد قلت : هل أنت متأكد من ذلك¿ قال : بل بصمت بالعشر لمحمد علي عثمان فقد عرفته وخبرته رجلا نادرا من معدن أصيل.
يواصل صديقي الكبير حديثه وأصغي أنا بكل حواسي وفي لحظات حرجة ظهر الشيخ محمد أكبر من كل المشائخ وأكبر من كثيرين ادعوا الحكمة ففضحتهم اللحظة فظهروا صغارا لا يكادون يرون!!
صديقي الكبير ظهر متشيعا لعثمان بلا حدود قال : لا يزال لدي عنه الكثير تساءلت بمرارة : لöم اغتالوه¿ يومها كنت لا أزال طالبا في تعز رأيت الدموع في عيني والدي قال صديقي وقد سألته : حرام عليك لقد ذهب إلى تعز معزيا لثلاثة أيام وخسارتي فيه لا تحدها حدود يوم أن اغتيل الرجل الكبير صدر قرار حكيم اليمن القاضي الإرياني بإطلاق اسمه على شارع تعز كانت شركة «تراب هايتكاب ترماك» الألمانية تسفلت الطريق بين صنعاء وتعز كان للقرار مغزى كبير إذ يسمى الطريق بالذات باسمه الآن للأسف كالعادة نسي الشيخ واسمه على واجهة ركن اختفى!! أين أنت يا بوشكين ترى ماذا نفعل بكبارنا¿