تقسيم أفريقيا‮ ‬يبدأ من أبيي



محمد أحمد الوصابي
> حكاية الحدود العربية التي‮ ‬أصبحت محرقة تحصد أوراح البشر في‮ ‬وطننا العربي‮.. ‬من زرعها¿ ولماذا لا تحل بطريقة حسابية ربح التنازل مقابل الخسائر¿‮. ‬فكلما تحل مشكلة‮ ‬يدخل العرب في‮ ‬مشكلة أخرى‮ ‬فمنذ أن تم التوقيع على اتفاقية انفصال جنوب السودان عن شماله‮ ‬تغير مفهوم الحدود كلغم مزروع لزج بلدين في‮ ‬حروب إلى استراتيجية لشق الشعوب وتصنيفها‮ ‬فمنطقة أبيي‮ ‬الغنية بالنفط هي‮ ‬الحاضرة المقلقة لمستقبل البلدين ولقارة أفريقيا‮ ‬وهي‮ ‬من ستؤجج الصراعات والحروب بين الدولتين على مستوى المستقبل الآني‮ ‬والمنظور‮ ‬ولاشك أن هناك قوى معادية للسودان بشكل عام وأفريقيا بشكل خاص سوف تستغل مشكلة الحدود لإشعال فتيل الحرب في‮ ‬أية لحظة‮ ‬وستعمل هذه القوى على توسيع الصراع ربما ليشمل القارة الأفريقية من أجل شقها وتقسيمها إلى قسمين‮ ‬أفريقي‮ ‬مسلم وأفريقي‮ ‬مسيحي‮ ‬ليتم من أجلها التغلب على طموح الشعوب الأفريقية في‮ ‬إيجاد كيان موحد للقارة السمراء‮ ‬فتقسيم أفريقيا سيبدأ من السودان لما لهذا البلد من خصوصية في‮ ‬الأرض والمعتقد‮ ‬فالشمال السوداني‮ ‬مسلم‮ ‬والجنوب السوداني‮ ‬مسيحي‮. ‬ولهذا فإن قوى عالمية تريد صياغة الخارطة العالمية وفق الديانات‮ ‬ولها أطماع في‮ ‬القارة السمراء الغنية باليورانيوم والألماس والمياه والكثافة السكانية‮ ‬لم تعمل الدول على استغلال هذه الثروات للنهوض بشعوبها‮ ‬ولهذا فإن هذه القوى لا‮ ‬يمكن أن تضع‮ ‬يدها أو قدمها على هذه القارة ما لم‮ ‬يكن لها أنصار هناك‮ ‬لأنها تعرف جيدا‮ ‬أن الأفريقي‮ ‬مقاتل عنيد‮ ‬ومما لاشك فيه بأن هناك تخطيط لفرز الشعوب وتصنيفها مسيحي‮ – ‬مسلم ودعم الدول المسيحية لمواجهة الدول الإسلامية وإضعافها حتى تكون الغلبة للأولى‮ ‬حتى تطمئن هذه القوى من أجل فرض إرادتها بكل هدوء‮ ‬والمؤامرات لن تشمل السودان فحسب‮ ‬بل ستشمل أيضا‮ ‬جمهورية مصر الذي‮ ‬يمثل الأقباط فيها قوة بشرية قد تستغل في‮ ‬أي‮ ‬لحظة للمطالبة بدولة مسيحية‮ ‬إن السعي‮ ‬إلى شق أفريقيا سيبدأ من السودان‮ ‬ربما لأن هناك محاولات قد سبقت لشق الدول الأفريقية لكنها لم تنجح خصوصا‮ ‬بعد الغزو الليبي‮ ‬لتشاد في‮ ‬الثمانينيات من القرن الماضي‮ ‬إذ كانت هناك عوامل عديدة تساعد على شق وحدة أفريقيا وتصنيفها‮ ‬ولكن الطموحات في‮ ‬ذلك الوقت لم تكن كما هو حاصل اليوم‮ ‬ان المؤامرات اليوم التي‮ ‬تحاك ضد الدول العربية والإسلامية أكبر بكثير على ما كانت عليه في‮ ‬السابق فشق افريقيا وتقسيمها سيؤدي‮ ‬إلى إضعاف الدول الاسلامية والعربية‮ ‬فهناك الغام حدودية اخرى للوطن العربي‮ ‬في‮ ‬قارة آسيا منها النزاع الحدودي‮ ‬بين دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية ايران‮ ‬ولكن لن تبدأ إثارة هذه المشاكل الا في‮ ‬حال اشعال الفتنة في‮ ‬السودان‮ ‬فبامكان السوادنيين تفادي‮ ‬انقسام افريقيا بل وتفويت الفرصة على كل المراهنين على ثقافة الاقتتال الديني‮ ‬والعقدي‮ ‬وبالتالي‮ ‬التغلب على كل المؤامرات التي‮ ‬تهدد افريقيا والمسلمين‮ ‬وذلك بالحنكة السياسية وحل مشكلة الحدود بالطرق السلمية وعلى ساسة البلدين ان‮ ‬يقرأوا جيدا ما قالته ممثلة الولايات المتحدة الإمريكية في‮ ‬مجلس الأمن سوزان رايس التي‮ ‬دعت فيه السودانيين إلى ان‮ ‬يجلسوا على طاولة الحوار لحل مشاكلهم‮ ‬وليس لحل مشكلة الحدود التي‮ ‬من الممكن ان تساهم فيها اطراف افريقية بإمكانها ايجاد حل نهائي‮ ‬لمشكلة ابيي‮ ‬ان المشكلة في‮ ‬السودان ليست في‮ ‬الحدود ولكنها اكبر انها استهداف خطير للقلب الإسلامي‮ ‬النابض في‮ ‬افريقيا وفتنة مرادها تمييع حضارة الإ

قد يعجبك ايضا