تطوير التعليم الأهلي‮ ‬

د‮ ‬عبدالإله الطلوع


د‮/ ‬عبدالإله الطلوع –
> من‮ ‬يرصد سياسة وزارة التربية والتعليم كجهة تشرف على التعليم الأهلي‮ ‬سوف‮ ‬يفاجأ بأنها لا تشرف على هذا الجانب إلا قليلا قليلا‮ ‬نقول هذا للأسف الشديد بل ولا نراها تشرف عليها إلا سنويا‮ ‬وبالتالي‮ ‬نعتبر المدارس الأهلية نسخة من التجارة تتقاضى أجرا‮ ‬نظير ما تقدمه للتلميذ فإذا افترضنا أن المدارس من حيث توفير التعليم الجيد وغيره فإننا نجد أن المستثمرين في‮ ‬هذا القطاع ليسوا أكثر من تجار مع احترامي‮ ‬للبعض حولوا هذه المدارس لتستقبل الفائض من التلاميذ الذين لم‮ ‬يجدوا مقعدا‮ ‬في‮ ‬المدارس الحكومية‮ ‬أما المستثمرون الجادون الذين‮ ‬يطمحون في‮ ‬تقديم تعليم متميز معتبرين أنها رسالة سماوية وجميلة فإن هؤلاء قلة قليلة إنني‮ ‬أعتقد أن أول خطوة جريئة وصادقة تضعها وزارة التربية والتعليم لنفسها وللمستثمرين في‮ ‬هذا الجانب أن تباشر في‮ ‬رفع الشروط المفروضة على التعليم الأهلي‮ ‬وتمنحه شروطا‮ ‬صعبة بحيث‮ ‬يصبح في‮ ‬مقدرو‮ ‬المستثمرين في‮ ‬هذا القطاع الالتزام بمعايير التعليم الأساسية لرسالة في‮ ‬أعناقها تجاه الأجيال فالمسألة ليست رسوب ونجاح وعدد حصص ومعلمين وفق شروط متفق عليها وملزمة أصلا‮ ‬ولا نبلي‮ ‬شرطا‮ ‬وكخطوة تشرف عليها الوزارة أسبوعيا‮ ‬بشكل مباشر هذا التعليم خيار وليس مفروضا‮ ‬وفي‮ ‬هذه الحالة سوف تكثر من الأصوات التي‮ ‬تطالب بتغيير عاجل‮ ‬ينقذ التعليم المتردي‮ ‬فالناس التي‮ ‬تعتبر أننا جميعا‮ ‬لم نتابع التعليم فإننا سنجد أنفسنا قريبا‮ ‬في‮ ‬الخانة التي‮ ‬أخلاها العالم فالشدة والمتابعة والمراقبة في‮ ‬حقل التعليم برمته شيء جميل وأيضا‮ ‬يجعل المستثمرين في‮ ‬حالة تنافسية وتزيد من ترسيخ العملية التعليمية وتسهم بشكل مباشر في‮ ‬جيل واعي‮ ‬ناضج على العمل وفقا‮ ‬لمعادلات السوق وليس للمعدلات التي‮ ‬يدفع ثمنها ملايين المواطنين‮.‬
ولاشك أن البدء في‮ ‬مشروع طموح وجرئ سوف‮ ‬يعمل تلقائيا‮ ‬على تطوير التعليم برمته والناس جميعا‮ ‬ويساهم في‮ ‬طرد التخصصات التي‮ ‬لم تقدم منذ سنوات إلا أعدادا‮ ‬من المتخرجين الموعودين بالبطالة رغم ذلك نعود ونقول بأن العلم بحر لا شاطئ له‮.‬

قد يعجبك ايضا