التشجيع الزراعي
–
حاتم علي
الزراعة برغم أهميتها الكبيرة غيبها واقعنا الحياتي لم يعد أحد يتبنى فكرة ندوة حول الزراعة الجميع يعمل في مشوار حياته الابتعاد عن الأشياء التي تساعد في حل مشكلات المزارعين هذه المشكلات التي أفضى إليها الواقع الحياتي وشكل بهذه القطيعة واقعا مؤلما في الحياة.
في سبعينيات القرن الماضي كانت الإذاعات المحلية كصنعاء وعدن تصدح بأجمل الأغاني التي هيجت المزارع وأشعرته بأنه القوة الأولى في مسار التنمية.
احتفظت ذاكرتنا بشدو فرسان خليفة وهو يرتل ما أملاه عليه ضمير الدكتور سعيد الشيباني في رائعة حقول البن في خدك مواله جميل.
وتستمر المناجاة وكل ممن يمتلك رهبة القلم يحط سنون ريشته ويصدح حبا في الأرض وعطائها.
لو أعدنا هذه الأفكار على جيل اليوم لغمرونا بالضحك كون القديم لدى البعض لم يعد لديه متسع في رواق الحياة.. إذ أن أي وجهة خاطئة يتجه الناس إليها الزراعة معطلة والمزارع في حاله الأغلب اتجه إلى زراعة القات بدلا من الزراعة التي يستفيد منها الناس.
ليصبح القات هذه الآفة التي أصابت البلد كله بالإحباط هو السيد المسيطر على الزراعة في ظل غياب توعوي كامل باستثناء برنامج في إذاعة صنعاء من تقديم علي يوسف الأمير يناقش فيه مع المزارعين كثيرا من القضايا وله جمهوره الخاص ومحبيه المميزين.
إننا أمام وضع فيه من السوء الشيء الكثير فلم يعد الناس يهتمون بالزراعة أو يسألون عنها فقط طغت الحياة العصرية كل شيء.
وإلى ذلك هناك مؤسسات تقام هنا وهناك لكن لم نجد فيها مؤسسات زراعية تعمل بجلاء في تحسين الأداء الزراعي ورفد الحياة بتجارب الآخرين.
إن علينا مسئولية أخلاقية تكمن في إعطاء مساحة واسعة من شأنها أن تضع جديدا في مفهوم أن الناس نسوا الزراعة وعليهم العودة إلى الماضي هذا الماضي الذي جاء في فناء عشقه حب الأرض وترابها وفقا لدلالة الحياة في تجليات واقع زراعي مرهون بتعاطي الجميع إيجابيا معه.