احتياج خاص إلى شهد القصيدة
محمد القعود
محمد القعود –
أحتاج إلى شفتيك
كي أزيل ملوحة الحياة من عمري..
أحتاج إلى ضفائرك
كي تدثرني بألفتها
وتبعدني عن التعاسة..
أحتاج إلى روعة عينيك
كي استعيد ثقة نفسي بالعالم..
أحتاج إلى غيابك لفترة قصيرة
لأشعر بحجم خسارة العالم لغيابك الفادح
أحتاج إلى قرار سماوي
لأبدد أحزانك المتوارثة
وأمنحك أسمي الذي
لم يولد بعد..
أحتاج إليك
كي لا أحتاج إليك.
أحتاج إلى صدفة تجمعني بك
خارج عقارب الساعة
وإلى صدفة تجمعني بك
في زيارة إلى الأبجدية
وإلى صدفة تجمعني بك
في قبلة تاريخية
يبدأ بها تقويم الحب..
أحتاج إلى صدفة تجمعني بك
خارج قلق البحر
وإلى صدفة تجمعني بك
في مشهد وطني مهيب
وإلى صدفة تجمعني بك
في جمهورية عينيك الحبيبة..
أحتاج إليك
كي أعرف جغرافيا الأنوثة
وألم بتفاصيل المواسم البهية
وأتوغل في حنايا التاريخ الحاسمة..
أحتاج إليك
كي أعيد تأهيل نفسي للعمل
في ميادين أشواقك الرحبة
وكي أتصدى لكل دسائس الظمأ
ولكل أعاصير الوحشة القاتلة
أحتاج إلى قاموسك الوردي
كي أعرف كيف اتخاطب مع الكائنات
ومع قبائل الربيع
وشعوب العطر المتحدة..
أحتاج إلى بلاغة أناملك
كي أهدي العالم لغة حب جديدة
وأضيف إلى رصيد الإبداع الإنساني
فضاءات غائمة بمطر القصيدة
وثقافة تتنفس بأحلام النقاء
وأماني الناس البسطاء..
أحتاج إلى سحر حضورك ونزهتك اليومية في أزقة المدينة
كي أجمل بك أزمنتي الحزينة
وأبلسم بك جروح الحضارة
وأيامي الخالية
من مجد حبك العظيم..