العنف ما بين أزمة الهوية وضعف الوازع الديني

حسن طه الحسني‮ ‬

حسن طه الحسني‮ ‬ –
اليمن تتعرض لعنف معقد وتعصب خاطئ وهجوم شرس متعدد‮ ‬يستهدف الأبرياء قتلا‮ ‬والممتلكات العامة والخاصة تدميرا‮ ‬وكل ذلك‮ ‬يقلق السكينة العامة ويشوه السمعة الطيبة الدولية التي‮ ‬تحظى بها اليمن إقليميا‮ ‬ودوليا‮ ‬
والعنف مشكلة معقدة ومركبه دولية مترابطة ونتائجها سلبية كارثية على الجميع وشر ما استحدثه ضعفاء النفوس والدين ومرضى القلوب قتل الأبرياء من البشر صغيرهم وكبيرهم بوسائل ابتكروها وأعدوها كالعبوات والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والخناجر والمدي‮ ‬الحادة طالت الأبرياء من مواطنين وأجانب ومساكن ومعسكرات وطرقات وأسواق شعبية ودور العبادة وشخصيات وطنية اجتماعية وسياسية وهذه الافعال والأفكار شر ما توصل إليه هؤلاء الذين‮ ‬يدعون إنتماءهم الديني‮ ‬إلى الإسلام والإسلام منهم ومن أعمالهم بريء لمخالفتهم تعاليمه وأحكامه بدعة وضلالة مآلها النار لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‮ : «‬وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في‮ ‬النار‮». ‬طريق العنف سلوك معوج ولا‮ ‬يسلكه إلا الأغبياء المعاندين لشريعة رب الأرض والسماء المصابون بالحقد والغل والخبث وسوء النية السيئة المبيتة في‮ ‬محاربة الشريعة وتدمير الوطن وإخافة السبيل باسم الدين وانصار الشريعة والجهاد‮ ‬يزين لهم الشيطان الرجيم أعمالهم بعد أن قست قلوبهم وفسدت طبائعهم‮ . ‬
وصدق الله في‮ ‬قرانه الكريم‮ ( ‬ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا‮ ‬يعملون‮ ) (‬43‮ ‬ـ الأنعام‮ ) ‬
قلوبهم مرضى فمن ذا‮ ‬يا ترى‮ ‬سيطبها ويعالج الأدواء‮ ‬
ـ العنف في‮ ‬شريعة الإسلام لا مبرر له وكذا في‮ ‬الأعراف والمعاهدات الدولية ومبدأ مرفوض في‮ ‬جملته وتفاصيله وسبيل من سبل‮ ‬غواية الشيطان لأوليائه‮ ‬يعرضهم للخطر والميل عن الصراط السوي‮ ‬والطريق المستقيم طريق رب العالمين الذي‮ ‬تبينه السنة وعلماء الأمة واتباع الاثر والقدوة الصالحة ويرشد لوضع الأقدام على الطريق الصحيح الموصل إلى الجنة‮ ‬‮ ‬أما الطريق السلبي‮ ‬فإنه‮ ‬يوصل إلى النار ويفرق الأمة ويمزق وحدتها وينشئ العداوات فيما بينها وينهي‮ ‬تاريخها ويدمر حضارتها والسبيل المعوج وما‮ ‬يتفرع عنه عدة سبل على كل منها شيطان‮ ‬يدعو إلى الضلالة والإثم والحقد ونشر الفتن والبغضاء والظلم والتفرق عن السبيل المستقيم‮ . ‬
عن عاصم عن أبي‮ ‬وائل عن عبد الله قال‮ : ‬خط رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‮ ‬يمينه وشماله‮.. ‬ثم قال‮ «‬هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان‮ ‬يدعو إليه ثم قرأ‮: (‬وأن هذا صراطي‮ ‬مستقيما‮ ‬فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‮)». ‬
والعنف لا‮ ‬يميل إليه إلا من أصيب بحالة انفصام شبكي‮ ‬في‮ ‬عقله وانسلخ عن دينه وسيطرت على نفسه نزعة الإنتقام من الآخرين تقول الباحثة التربوية في‮ ‬علم النفس أمل سعيد‮ : ‬أن الميل إلى العنف حالة مرضية والشخص المريض العنيف‮ ‬يستدعي‮ ‬الشفقة والإهتمام والمسارعة إلى تخليصه من هذا المرض الفتاك الذي‮ ‬يصبح وبالا‮ ‬عليه وعلى المجتمع من حوله‮ .. ‬ووسائل الإعلام المعادية ممن‮ ‬يؤسس لثقافة العنف وتعرض أعمالا‮ ‬درامية وتصور القسوة نوعا‮ ‬من القوة والبلطجة نوعا من الشطارة‮ ‬يملك المنتقم سلوكا‮ ‬انتقاميا‮ ‬في‮ ‬اتجاه الطريق الآخر والنهب والسلب والقتل سلوك مشين ومعاد وظاهره سيئة تزيد من تعقيد المجتمع وتوسع فجوته على مدار الأيام ومجتمعنا بحاجة إلى‮ ‬يقظة دائمة ووقفه جادة موحدة وتكاتف لمحاربة ظاهرة العنف الدخيلة على مجتمعنا والقضاء على العنف بكل أشكاله وأنواعه وألوانه ومعتقداته السلبية وتجفيف كل منابعه بحزم قبل استفحاله وتغلغله في‮ ‬المجتمع‮ . ‬
فالعنف تخريب للقيم والذمم ونقض للعهود والمواثيق ومخالفة للدين والأعراف المتبعة التي‮ ‬تدعوا الجميع للعيش مع

قد يعجبك ايضا