افياء
–
محمدالقعود
انتظرتك الحلم كله
إلى امرأة ضبابية
-1-
> ظللت أنتظرك الحلم كله والشوق كله, وحين وصلت أنت إلى أول بهجة القلب, وقفت كذكرى موجعة, وكندبة جرح عميقة, تحكي للأيام سيرة عشق رائعة, تم اغتيالها في منتصف الأمنية.
-2-
ظللت أربي أحلامي,
وأعيد إلى واجهة العمر, ربيعي الذي ادخرته للعيد الأول من جب الحرمان وامتلاكي لنكهة بوحي, وأفق صهيلي وزمني الوردي ..لكن حين أطلت مواكب الندى القادمة من واحة ضفائرك, سرعان ما تبخرت تحت وهج أنانيتك الكبيرة, وقسوتك التي سحقت بوح وردة الجسد.
-3-
تبحثين عن ألق عابر
وأبحث عن قلب يمنحني جنسيته الكاملة, ويلملم أشلائي المبعثرة فوق سطور الأيام.
أبحث عن شفاه
يهطل منها ربيعي المؤجل
ونشيدي الوطني الذي يمجد شعاره الوردي.
-4-
تبحثين عن ضياع مزخرف بالأوهام,
وأبحث عن وطن
يشبه عينيك, في أول البراءة..
أبحث عن أنامل عاشقة
تزيح من فوق غصون عمري
أتربة الهموم, وفصول الحرمان,
وتشعل في ليل قصيدتي
أجمل المعاني المختبئة..
وتأخذ بيدي نحو طفولة هاربة من تقويم العمر المثخن بمعارك الظروف القاسية..!!
-5-
تبحثين عن غد مرفه
وأبحث عن عمر خال من ندوب اليأس
وعضات الوحشة وتحرشات الضياع,
وعواء الصداقات المفخخة بالمكائد
المقيتة والأحباطات المتوالية.
-6-
أبحث عن زمن,
أتحسس فيه صدري كل صباح, لأرى كم من وردة تفتحت فيه, عقب كل ضحكة هطلت من فمك, وكم أملا قد أزهر, بعد كل نظرة
حنان من عينيك, وكم أغنية قد عبقت بروعتها, عقب كل لمسة من يديك الحانية..
-7-
تبحثين عن أسم لا معنى له, وعن صفة ذابلة
وأبحث عن كيان نابض بالمودة, يمنح اللغة حياة جديدة. ويمنح المعنى أفقا مبهرا, ويمنح المدى دهشة أجمل, ويمنح الحياة لونا بهيجا يحتضن كل الألوان العاشقة لسعادة الإنسان.
-8-
تبحثين عن نظرة أعجاب خاطفة, وعن تلويحة يد مباغتة وعن برواز زائف البريق, وعن حكاية أنيقة تزيني بها بطاقة تعارفك الباهتة الإحساس, وعن واجهة مضيئة وعن صخب ارستقراطي يثير لغط نسوة المدينة ويثير غيرتهن منك..
وأبحث عن قلب عار من أثاث الأنانية وبهرجة الفخامة المفتعلة..
> أبحث عن قلب ينتمي إلى الإنسانية ..!!