نشء ..غير قابل للطرق والسحب!!
عبدالله حزام
عبدالله حزام –
هل لدينا تصور لمجتمع ما -ولو- حتى بعد 50عاما¿ وهل نستشرف المستقبل¿.السؤالان حلا ضيفين على هامش حفل إطلاق تقرير المعرفة العربي 2010-2011في دبي عبر مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم وبرنامج الامم المتحدة الانمائي منتصف مارس الجاري..عندما كان جمهرة من المفكرين يشخصون معضلة الفجوة المعرفية التي يعيشها النشء العربي..
< العبد لله - تساءل - منفردا بين الحضور..وهل لدينا بداية أصلا حتى يكون هناك فجوة معرفية ¿..لأن ثقافتنا لم تتغير.. فقط نحن نغير الجلود..فيما إصلاحاتنا التربوية سلحفائية..وما يقدم للنشء في المدرسة والجامعة لايشبه إلا وجبة السجن الإجبارية التي عليه أن يمضغها حتى نهاية الفترة..!!
< لا اقلل من جهد التقرير الذي صال وجال ليخرج لنا بدراسة حالات مستفيضة عن إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة من خلال ثلاثية المهارات والقيم والتمكين في اليمن والإمارات والمغرب والأردن..
< والحق ان التقريربنسختيه العربية والانجليزية يوجه المجتمعات العربية نحو آليات جديدة لإعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة كي يتبلور نهوض حقيقي من خلال عمليات التنشئة..
< وفي هذا اللب من عمليات بناء مجتمع المعرفة المأمول ..يجب أن يستحضر كل منا مقولة الإمام علي حين قال:علموا أولادكم لغير زمانكم..فقد خلقوا لزمن آخر. لا أن نظل نجلدهم بسيرورة الأقيال من تبع وحمير ونستنجد بالموروث الثقافي والديني كلما حاصرونا بأسئلة المستقبل وتطور العالم المتقدم ..
< وهكذا نذهب بهم بعيدا عن التعليم بمهاراته الحديثة وقيمه وبيئاته التمكينية التي تخرج لنا جيلا يمتلك مهارات التفكير التحليلي الناقد والابداع والتخطيط.
< بالنسبة للحالة اليمنية موضوع الدراسة فقد سرتني في شيء واحد وهو أن نتائج المسح أظهرت انخفاض نسبة المهتمين بالمشاركة السياسية بين الطلبة المبحوثين وماعدا ذلك فعلينا أن نعلنها على الملأ مصحوبة بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم :لابد أن ندق جرس باب مجتمع المعرفة على الأقل ونبدأ بتهيئة البيئة التي توفر البنى التحتية وتهيئ للتعليم مدى الحياة وتحترم الحريات وهذا ليس قولي بل قول الراسخين في العلم أثابهم الله.
< أما أن يبقى الحال على ما هو عليه كعادتنا نؤجل عمل اليوم إلى بعد مائة عام ..فقد نصحو من نومة كهفنا وقد صعد العالم المتقدم إلى الفضاء وترك لنا الأرض وحدنا نرتع فيها ونلعب ولن نجد فيها الصين ولا اليابان كي يبيعونا سبل العيش ورفاهيته.
< هذا حالنا وسيبقى ردحا من الزمن على مايبدو..لم نستفد من تجارب الاخرين ..ولم نستفد حتى من أهل العلم من أبناء جلدتنا ..لم نقلد بعد ذلك الهندي الباحث الذي ياتي من الغرب لشهر أو شهرين إلى بلده ليعمل في أحد مراكزها البحثية خدمة لوطنه عكس علمائنا الذين يأتون لشم النسيم وفقع مرارتنا بحديثهم عن تخلفنا ..يرددون ذلك وهم يضحكون حتى يظهرضرس العقل ..!!
< لقد رثيت لحال ذلك المصري الذي تحدث عن مجتمع المعرفة وهو يسرد قصص السلفيين في مصر عند خوضهم اول انتخابات يدخلونها في التاريخ بعد أن كانت رجسا من عمل الشيطان بالنسبة لهم ولا تزال لكنها الضرورة وهو يقول :عن اي مجتمع معرفة نتحدث والفئة الثانية الفائزة في انتخابات البرلمان المصري وهم السلفيون كانوا يضعون امام اسم المرأة المرشحة صورة زوجها وفي حالة ثانية تخفيفا للسخط عليهم وضعوا مكان صورتها وردة¿!
وتابع : مامعنى أن يطلع عليك يافع ليقول :اناعايز مرشح ذو خلفية إسلامية..!!
< وبالأصالة عن نفسي ..أسألكم بالمصري:يعني إيه مرشح ذو خلفية إسلامية¿¿!هل بقية المرشحين ليسوا مسلمين - مثلا.¿هذه هي ملامح الثقافة التي دخلت إلى ذهن النشء وتبدو غير قابلة للطرق والسحب..وهذه هي النتيجة.!!
< عموماخلاصة الحالة اليمنية التي تليت بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الاشول ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد مطهر واستاذ الإدارة العامة بجامعة صنعاء الدكتور أحمد الحضرمي والرائعة معدة دراسة الحالة الدكتورة صبرية الثور :أن النشء في اليمن يعاني من ضعف واضح في المهارات المعرفية ..لكن يمكن القول أن اليافعين اليمنيين متحفزون وقادرون على الولوج إلى مجتمع المعرفة بشرط ان تتوافر الظروف والامكانيات المناسبة وعلى رأسها البيئة التمكينية المحفزة والداعمة..!
< واختم بالقول :شخصيا سعدت بصحبة هذه الكوكبة الجميلة المشاركة في الفعالية واكتشفت معها أن فينا نحن اليمنيين من يضعك في مربع الدهشة حين يتحلل من برستيج المسئول والمكتب وقاعة المحاضرة.